للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَال يَحْيَى: أَخْبَرَنَا) الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِي الزنَادِ، عَنِ الأعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ قَال: "إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيهِ"

ــ

وقال يحيى أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن حزام القرشي الأسدي (الحزامي) بكسر الحاء والزاي نسبة إلى الجد المذكور المدني، ثقة، من (٧) روى عنه في (٧) أبواب (عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نظر أحدكم إلى من فُضّل عليه) بالبناء للمجهول وأُعطي أكثر منه (في المال و) أزيد منه في (الخلق) والجمال (فلينظر إلى من هو أسفل منه) في المال والجمال، حالة كون ذلك السافل (ممن فُضل) هذا الناظر (عليه).

قوله (والخلق) بفتح الخاء وسكون اللام أي في حسن الصورة وصحة الجسم، قوله (إلى من هو أسفل منه) أي إلى من هو أقل منه مالًا وأقبح منه صورة أو أضعف منه جسمًا، قال في المرقاة: وحاصله أنه إذا رأى أحدكم من هو أكثر منه حشمة وخدمًا ومالًا ولباسًا وجمالًا ولم يعرف أن له وبالًا في الآخرة (فلينظر إلى من هو أسفل منه) لأنه إذا نظر إليه يشكر الله على ما أنعم الله به عليه ويقل حرصه وإذا نظر إلى من هو أعلى منه في النعمة استصغر ما عنده وحرص على ازدياده اهـ من المبارق.

وقد أخرج الترمذي في صفة القيامة باب ٥٨ رقم [٢٥١٢] معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بسياق أتم من هذا ولفظه "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا، من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الرقاق باب لينظر إلى من هو أسفل منه [٦٤٩٠]، والترمذي في صفة القيامة باب بدون ترحمة [٢٥١٣]، وابن ماجه في الزهد باب القناعة [٤١٩٤]، وأحمد [٢/ ٣١٤]، والبغوي [١٤/ ٢٩٢]، وابن حبان [٢/ ٤٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>