للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهُ قَال: "إِذَا فُتِحَتْ عَلَيكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ، أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟ " قَال عَبْدُ الرحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللهُ. قَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: "أَوَ غيرَ ذَلِكَ. تَتَنَافَسُونَ،

ــ

العجلي: تابعي مصري ثقة، وقال في التقريب: ثقة، من الثالثة (حدثه) أي حدث لبكر (عن عبد الله بن عمرو بن العاص) رضي الله عنهما. وهذا السند من سداسياته (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا فُتحت عليكم فارس والروم) أي غُلبت لكم ونصرتم عليهما فـ (أي قوم أنتم) أي كيف يكون حالكم وماذا تصنعون في رخاء العيش، قال القرطبي: هذا استفهام يشوبه إخبار منه صلى الله عليه وسلم عن أمر قبل وقوعه وقع على نحو ما أخبر عنه فكان ذلك من أدلة صحة نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم وكم له صلى الله عليه وسلم منها وكم، ومعنى أي قوم أنتم على أي حال تكونون فكأنه قال أتبقون على ما أنتم عليه أو تتغير بكم الحال، فقال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما قد أمرنا الله تعالى، أي نقول قولًا مثل القول الذي أمرنا الله به وكان هذا منه إشارة إلى قول الله تعالى: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: ١٧٣]، وذلك أنه فهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف عليهم الفتنة من بسط الدنيا عليهم فأجابه بذلك فكأنه قال نستكفي الفتن والمحن بالله تعالى ونقول كما أمرنا الله وهذا إخبار منهم عما يقتضيه حالهم في ذلك الوقت فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم لا يبقون على تلك الحال وأنها تتغير بهم اهـ من المفهم، وفي المبارق قوله (أي قوم أنتم) معناه هل أنتم من الشاكرين على تلك النعمة العظيمة أو من غيرهم، وفي هذا الاستفهام تلويح إلى التهديد على وقوع المنهيات منهم اهـ منه (قال عبد الرحمن بن عوف) رضي الله عنه (نقول) حينئذ قولًا (كما أمرنا الله) تعالى به أي قولًا كالقول الذي أمرنا الله سبحانه به أي نحمده ونشكره ونسأله المزيد من فضله (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو) بسكون الواو عاطفة على كلام عبد الرحمن، وقوله (غير ذلك) رُوي منصوبًا على تقدير وتفعلون غير ذلك الذي قلته من الشكر له يعني به التحاسد، ومرفوعًا على تقدير أو حالكم غير ذلك، وفيه إشارة إلى أن كونهم على تلك الصفة غير متيقن لهم لعدم إطلاعهم على المغيبات قاله ابن الملك، وقوله (تتنافسون) أي تتراغبون إلى الدنيا .. الخ تفسير لقوله (أو غير

<<  <  ج: ص:  >  >>