للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١١٧) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ} [التوبة: ١١٧ - ١١٨] حَتَّى بَلَغَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} [التوبة: ١١٩].

قَالَ كَعْبٌ: وَاللَّهِ، مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ، بَعْدَ إِذْ هَدَانِي اللهُ لِلإِسْلَامِ، أَعْظَمَ فِي نَفْسِي، مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا. إِنَّ

ــ

(الذين اتبعوه في ساعة العسرة) والشدة والضيق صفة لكل من المهاجرين والأنصار (من بعد ما كاد) وقرب أن (يزيغ) ويميل عن الحق (قلوب فريق منهم) لشدة الضيق وتأخر النصر (ثم) بعدما كاد قلوب فريق منهم أن تزيغ (تاب عليهم) أي ألهمهم أسباب التوبة وأعانهم عليها ليتوبوا (إنه) تعالى (بهم رؤوف رحيم و) لقد تاب الله (على الثلاثة) كعب وهلال ومرارة (الذين خُلِّفوا) أي أُخِّروا في قبول توبتهم عن سائر المنافقين الذين اعتذروا فقبل النبي صلى الله عليه وسلم عذرهم عملًا بظواهرهم (حتى إذا ضاقت) أي أُخِّروا إلى أن ضاقت (عليهم الأرض بما رحبت) أي مع رحبها وسعتها (وضاقت عليهم أنفسهم) بسبب هجران المسلمين عليهم أي فأنزل الله في توبتهم هذه الآيات (حتى بلغ) التنزيل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} الآيات الثلاث/١٧ و ١٨ و ١٩ من التوبة (قال كعب: والله ما أنعم الله عليّ من نعمة قط) أي فيما مضى من عمري (بعد إذ هداني الله) ووفقني (للإسلام أعظم في نفسي) أي ما أنعم الله تعالى عليّ إنعامًا أعظم في نفسي (من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي من إخباري لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر الصادق الموافق لما في الواقع في تخلفي عنه. وقوله: (أن لا أكون كذبته) في تأويل مصدر مجرور على البدلية من صدقي. وقوله: (فأهلك) معطوف على أكون، ولا نافية والتقدير إنعامًا أعظم في نفسي من صدقي عدم كذبي فعدم هلاكي، قال النووي: قالوا لفظة لا زائدة ومعناه أن أكون كذبته فأهلك أي من كذبي فهلاكي نحو قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} اه عيني، والأول هو الصواب كما قررناه في حلنا فلا أصلية نافية لا زائدة أي فأهلك هلاكًا (كما هلك) المنافقون (الذين كذبوا) في اعتذارهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أي هلاكًا كهلاكهم فـ (أن

<<  <  ج: ص:  >  >>