ولذلك قيد الله تعالى الإجابة بالمشيئة في قوله:{فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنَّ شَاءَ}[الأنعام: ٤١] فلا معنى لاشتراط مشيئته فيما هذا سبيله فأما اشتراطها في الأيمان فقد تقدم القول فيه اه من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الدعوات باب ليعزم المسألة لا مكره له [٦٣٣٩] وفي التوحيد باب في المشيئة والإرادة وما تشاؤون إلَّا أن يشاء الله [٧٤٦٤].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
٦٦٤٣ - (٢٦٥٧)(٥)(حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب) المقابري البغدادي (وقتيبة) بن سعيد (و) علي (بن حجر) السعدي المروزي (قالوا: حَدَّثَنَا إسماعيل يعنون ابن جعفر) بن أبي كثير الزرقي المدني (عن العلاء) بن عبد الرحمن الجهني المدني (عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا أحدكم) ربه عز وجل (فلا يقل) في دعائه المغفرة (اللهم اغفر لي إن شئت) أن تغفر لي (ولكن ليعزم المسألة) ويجزمها ولا يعلقها بالمشيئة (وليعظّم الرغبة) أي وليشدّد الرغبة والرجاء في قبول دعائه أو المعنى وليجعل رغبته في أمور عظيمة وحوائج كثيرة (فإن الله) سبحانه (لا يتعاظمه شيء أعطاه) لداعيه أي لا يكون عظيمًا صعبًا عليه فإنه إنما يقول: كن فيكون.
قال القرطبي: قوله: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت) إنما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا القول لأنه يدل على فتور الرغبة وقلة التهمُّم بالمطلوب وكان هذا القول يتضمن أن هذا المطلوب إن حصل وإلا استغنى عنه ومن كان هذا حاله لم يحقق من حاله الافتقار والاضطرار الَّذي هو روح عبادة الدعاء وكان ذلك دليلًا على