الحارث بن عمرو الأنصاري المازني المدني ثقة من (٦) روى عنه في (٨) أبواب (عن محمد بن إبراهيم) بن الحارث بن خالد التيمي المدني ثقة من (٤) روى عنه في (١١) بابا (عن أبي سلمة) عبد الله (بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني ثقة من (٣) روى عنه في (١٤) بابا (عن عائشة) رضي الله عنها وهذا السند من تساعياته كما ذكرناه في البويطية (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اهجوا) أيها الشعراء من المسلمين (قريشًا) أي مشركيها (فإنه) أي فإن هجوهم (أشدّ عليها) أي أضرّ على قبيلة قريش وأشد تأثيرًا في قلوبهم بانكسارها (من رشق) أي من رمي لهم (بالنبل) أي بالسهام والرشق بفتح الراء هو الرمي بالنبل وهي السهام وأما الرشق بكسر الراء فهو اسم للنبل التي ترمى دفعةً لا يتقدم منها شيء قال القاضي عياض وفيه جواز هجو المشركين وإذايتهم بكل ما يقدر عليه وجواز سبهم في وجوههم وأنه لا غيبة في كافر ولا فاسق معلن بفسقه وأما أمره صلَّى الله عليه وسلم بهجائهم مع أنه لم يكن فاحشًا ولا يأمر بالفحشاء وطلبه لنفر من أصحابه واحدًا بعد واحد ولم يرض بقول الأول والثاني حتى أمر حسان فإنما المقصود نكايتهم وكف إذايتهم بهجوهم المسلمين لأنهم إذا علموا أنهم يجابون عن قولهم كفوا وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية وكذلك يجب أن لا يبدأ المشركون بالسب والهجاء خوف هذا أي خوف سبهم لله تعالى وتنزيهًا لألسنة المسلمين عن الفحشاء إلا أن تدعو ضرورة لابتدائهم ككف أذاهم اهـ من الأبي وكان الشعر في ذلك الزمان من أقوى وسائل الدعاية والإعلام فاستعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم للانتصار للإسلام فيؤخذ منه أن تستخدم مثل هذه الوسائل المباحة لنشر دعوة المسلمين وللرد على الكفار المعاندين للإسلام وأهله بما فيه نكاية لهم ومدافعة لشرهم (فأرسل) رسول الله صلى الله عليه وسلم أولًا (إلى) عبد الله (بن رواحة) الأنصاري فجاء ابن رواحة (فقال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم (اهجهم) أي اهج المشركين يا عبد الله واشتمهم دفاعًا عن المسلمين (فهجاهم) ابن رواحة (فلم يُرض) النبي صلَّى الله عليه وسلم هجاؤه إياهم أي لم يعجبه ولم يشفه بضم الياء من أرضى