للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال، يَوْمَ خَيبَرَ: "لأُعْطِيَّنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيهِ". قَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَحْبَبْتُ الإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ. قَال: فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا. قَال: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. فَأَعطَاهُ إِيَّاهَا. وَقَال: "امْشِ. وَلَا تَلْتَفِتْ. حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيكَ". قَال: فَسَارَ عَلِيٌّ شَيئًا ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ

ــ

السمان ذكوان الزيات المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٨) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم) غزوة (خيبر): والله (لأعطين هذه الراية) أي راية قائد العسكر (رجلًا يحب الله ورسوله يفتح الله) عزَّ وجلَّ (على يديه) هذه المدينة يعني مدينة خيبر (قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الأمارة إلا يومئذٍ) أي يوم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية .. إلخ لوصف النبي صلى الله عليه وسلم من يُعطاها بمحبة الله ورسوله، قال الأبي: يعني إمارة ذلك اليوم فقط للوصف الذي وصف به من يعاطاها من محبة الله تعالى ورسوله ومحبتهما له اهـ منه (قال) عمر: (فتساورت لها) بالسين والواو والراء أي تطاولت لها كما صرح به في الرواية الأخرى أي حرصت عليها ورغبت فيها وتشوقت لها أي أظهرت وجهي وتصديت لذلك ليتذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطلعت أي رفعت عنقي لها (رجاء أن أدعى) وأنادى (لها) أي لتلك الراية (قال) أبو هريرة: (فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب) رضي الله عنه (فاعطاه) أي فأعطى عليًّا (إياها) أي تلك الراية (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: (امش) إلى جهة العدو (ولا تلتفت) عنهم يمينًا ولا شمالًا، وهذا حض على التقدم إلى جهة العدو وترك التأني عنهم، والالتفات هنا النظر يمنة ويسرة، وقد يكون على وجه المبالغة في التقديم وقد يكون معنى لا تلتفت لا تنصرف عنهم ولا ترجع وراءك (حتى يفتح الله عليك) هذه المدينة وينصرك على من فيها من الأعداء، يقال: التفت إذا انصرف اهـ سنوسي، والمعنى لا تنصرف عن العدو حتى يفتح الله عليك (قال) أبو هريرة: (فسار علي) بن أبي طالب ومشى من عند النبي صلى الله عليه وسلم (شيئًا) أي قليلًا (ثم وقف ولم يلتفت) يمينًا ولا شمالًا ولا وراء امتثالًا لأمره صلى الله عليه وسلم بعدم الالتفات

<<  <  ج: ص:  >  >>