ثبتت الرواية بإثبات الواو وحذفها والوجهان جائزان بغير ترجيح وسيأتي في أبواب صفة الصلاة الكلام على زيادة اللهم قبلها ونقل القاضي عياض عن القاضي عبد الوهاب أنه استدل به على أن الإِمام يقتصر على قوله: سمع الله لمن حمده وأن المأموم يقتصر على قوله: (ربنا ولك الحمد) وليس في السياق ما يقتضي المنع من ذلك لأن السكوت عن الشيء لا يقتضي ترك فعله نعم مقتضاه أن المأموم يقول ربنا لك الحمد عقب قول الإِمام سمع الله لمن حمد فأما منع الإِمام من قوله ربنا ولك الحمد فليس بشيء لأنه ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بينهما كما سيأتي في باب ما يقول عنه رفع رأسه من الركوع ويأتي باقي الكلام عليه هناك. اهـ.
قال العيني -رحمه الله-: اختلفت الروايات هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - الإمام أو أبو بكر الصديق؟ فجماعة قالوا الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة صريح في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان الإمام إذ جلس عن يسار أبي بكر ولقولها كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس جالسًا وأبو بكر قائمًا يقتدي به وكان أبو بكر مبلغًا لأنه لا يجوز أن يكون للناس إمامان في صلاة واحدة وجماعة قالوا كان أبو بكر هو الإِمام لما رواه شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف أبي بكر وفي رواية مسروق عنها أنه - صلى الله عليه وسلم - خلف أبي بكر جالسًا في مرضه الذي توفي فيه وروى حديث عائشة بطرق كثيرة في الصحيحين وغيرهما وفيه اضطراب غير قادح وقال البيهقي لا تعارض في أحاديثها فإن الصلاة التي كان فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - إمامًا هي صلاة الظهر يوم السبت أو يوم الأحد والتي كان فيها مأمومًا هي صلاة الصبح من يوم الاثنين وهي آخر صلاة صلاها - صلى الله عليه وسلم - حتى خرج من الدنيا وقال نعيم بن أبي هند: الأخبار التي وردت في هذه القصة كلها صحيحة وليس فيها تعارض فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في مرضه الذي مات فيه صلاتين في المسجد في إحداهما كان إمامًا وفي الأخرى كان مأمومًا وقال الضياء المقدسي وابن ناصر: صح وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى خلفه ومقتديًا به في مرضه الذي توفي ثلاث مرات ولا ينكر ذلك إلا جاهل لا علم له بالرواية وقيل إن ذلك كان مرتين جمعًا بين الأحاديث وبه جزم ابن حبان وقال ابن عبد البر: الآثار الصحاح على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الإمام. اهـ.