فالتنوين عوض عن الجملة وقوله:(واستعرت) أي طلبت إعارة ثوبين غيرهما وقوله: (فلبستهما) الفاء فصيحة فأعرت ثوبين فلبستهما والظاهر أنه كان عليه ما يستر العورة إلا أنه لا يعد من الثياب التي يصلح للخروج لأنه لا يتأتى أن يكون جلس مكشوف العورة وقوله: (وانطلقت) أي ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقوله:(فيتلقاني) أي فصار الناس يتلقونني فوجًا فوجًا أي جماعة بعد جماعة قوله: (يهنئوني بالتوبة) يقولون تفسير لكيفية تهنئتهم لتهنئك اللام لام الأمر وتوبة الله فاعل والهنئ اللذيذ المحمود العاقبة. وقوله:(حتى دخلت المسجد) أي لم يزل ذلك حالهم حتى دخلت المسجد فإذا الفاء عاطفة وإذا فجائية ورسول الله مرفوع بالابتداء وجالس خبره وقوله: (حوله الناس) جملة في محل نصب حال وقوله: (فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول) أي يسرع في مشيته حتى صافحني وهنأني وقوله: (ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره) وذلك لعدم اعتيادهم القيام للداخل وإن كان جائزًا إذا كان الغرض فيه صحيحًا وقوله: (لا أنساها) أي تلك الفعلة التي هي قيام طلحة إلي وهو بيرق وجهه جملة منصوبة في محل الحال أي من النور والإشراق كما يلمع البرق مبالغة في سروره - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله عليكم وكان حصل ما يسره أشرق وجهه وقوله:(بخير يوم مر عليك منذ) أي من حين ولدتك أمك واستشكل بعض الشراح ذلك محتجًا بأن خير يوم مر عليه يوم إسلامه وأجيب بأن هذا هو علامة كمال الخير له بإسلامه فإسلامه أول ذلك وهذا آخره. وقوله:(أمن عندك) الهمزة للاستفهام وقوله: (أم من عند الله) أم هي المعادلة والمعنى ذلك بسبب منك أم هو محض منة من الله وقوله: (لا) أي ليس هو من عندي ولكنه من عند الله وقوله: (إذا سر) أي سمع ما يسره وقوله: (استنار وجهه) أي ظهر في وجهه كثرة النور زائدًا على ما هو عليه وقوله: (كأنه قطعة قمر) أي جزء من القمر أي في إضاءته وإشراقه وقوله: (وكنا نعرف ذلك) أي يظهر لنا ويتبين عند سروره وقوله: (قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي لأجل الصدقة) أي التصدق به وقوله: (- صلى الله عليه وسلم - أمسك عليك بعض مالك) إشارة منه إلى الأخذ بالأفضل خشية أن يتضرر بالفقر ولا يصبر ولهذا قالوا: إن أبا بكر تصدق بجميع ماله ولكنه كان واثقًا من نفسه - رضي الله عنه - وقوله: (فإني أمسك سهمي الذي