للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

-[وَقَوْلُهُ: "المُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بالخِيَارِ"]. قَال الطَّحَاويُّ:

وَيُسَمَّى المُتَشَارِيَينِ مُتَبَايِعَينِ لِقُرْبِهِمَا مِنَ التَّبَايُعِ، وإِنْ لَمْ يَتَبَايَعَا [كَمَا سُمِّيَ] إِسْحَاقُ أَوْ إِسْمَاعِيلُ الذَّبِيحَ لِقُرْبِهِ مِنَ الذَّبْحِ (١)، وَقَدْ قَال النَّبِيُّ [- صلى الله عليه وسلم -]: "لَا يَسُمِ الرَّجُلُ عَلى سَوْمِ أَخيه، وَلَا يَبعْ عَلَى بَيعِ أَخِيهِ" وَمَعْنَاهُمَا وَاحدٌ، ويُسَمَّى الشَّيءُ بِمَا يُؤوْل إِلَيه كَمَا سَمَّوا الزَّرْعَ قَصِيلًا؛ لأنَّ حَالهُ يَؤُوْلُ إِلَى القَصْلِ. [تَقُوْلُ]: قَصَلْتُ الشَّيءَ [أَي]: قَطَعْتُهُ، وَهَذَا كَثِيرٌ. "المُتَبَايِعَانِ" و"البَيِّعَانِ" سَوَاءٌ، وَهُمَا: البَائِعُ والمُشْتَرِي (٢)، وإِنَّمَا قِيلَ لَهُمَا ذلِكَ؛ لأنَّ العَرَبَ تَسْتَعْمِلُ البَيعَ بِمَعْنَى الشِّرَاءِ، ويَسْتَعْمِلُوْنَ الشِّرَاءَ بِمَعْنَى البَيعِ.

- وَ [قَوْلُهُ: "عِنْدَ مُوَاجَبَةِ البَيعِ"] [٨٠]. المُوَاجَبَةُ: مُفَاعَلَةٌ، مِنْ وَجَبَ لَهُ الشَّيءُ يَجِبُ: إِذَا لَزِمَ، وَمَعْنَاهَا: أَنْ تُوْجِبَ الشَّيءَ عَلَى صَاحِبِكَ وَيُوجِبُهُ عَلَيكَ.


(١) قال ذلك لاختلاف العُلَمَاء -رحمهم الله- في الذَّبيح من هو؟ أهو إسماعيل - عليه السلام - أم هو إسحاق - عليه السلام -؟ وهَذه المَسْأَلة مذكورةٌ في كُتُبِ التَّفاسير وقد خَصَّها جَمْعٌ من العُلَمَاءِ بالتَّأليفِ، قَال أبُو سَعِيد الضَّريرُ:
إِنَّ الذَّبِيحَ هُدِيتَ إِسْمَاعِيلُ ... نَطَقَ الكِتَابُ بِذَاكَ والتَّنْزِيلُ
شَرَفٌ بِهِ خَصَّ الإلهُ نَبِيَّنَا ... وَأَتَى بِهِ التَّفْسِيرُ والتَّأْويلُ
إِنْ كُنْتَ أَمَّتَهُ فَلَا تَنكُرْ لَهُ ... شَرَفًا بِهِ قَدْ خَصَّهُ التَّفْصِيلُ
ويروي في ذلك قَوْل النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَا ابنُ الذَّبيحين". يُراجع: تفسير الطبري (٢٣/ ٥٤)، ومعاني القرآن وإعرابه للزَّجاج (٤٣/ ٣١١)، والمُحَرَّر الوجيز (١٢/ ٣٨٢)، وزاد المَسير (٧/ ٧٣)، وتفسير القرطبي (١٥/ ٩٩).
(٢) المُثَنَّى لأبي الطيب اللُّغوي (٢٢).