للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَتَنْتُ الذَّهَبَ في النَّارِ: إِذَا اخْتبَرْتُهُ فِيهَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى (١): {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}. والتَّعْذِيبُ، ومِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (٢): {فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، والصَّدُّ والاسْتِذْلَالُ، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (٣): {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ}، والإشرَاكُ والكُفْرُ، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (٤): {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}. والعِبْرَةُ والعِظَةُ، ومِنْهُ: [قَوْلُهُ تَعَالى] (٥): {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. والحَرْبُ والحَرَجُ. وَيُقَالُ: فَتَنَة وأَفْتَنَةُ، قَال الشَّاعِرُ (٦):


(١) سورة طه، الآية: ٤٥.
(٢) سورة البروج، الآية: ١٠.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٤٩.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٩١.
(٥) سورة يونس.
(٦) هو: أَعْشَى هَمْدَان ديوانه "الصُّبح المنير" (٣٤٠). ولِهَذَين البَيتينِ حِكَايَةٌ رَوَاهَا المُعَافَى بنُ زكَرِيَّا النَّهْرَوَانِيُّ في كِتَابِهِ "الجَلِيسُ الصَّالحُ" ١/ ١٩٩، ٣/ ٢٤٧، ٢٩٨)، قَال: "حَدَّثَنَا محمدُ بن مَخْلَدٍ قَال: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرِ بنِ خَالِدٍ، قَال: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ دَاوُدُ بنُ رَشِيدٍ، قَال: حَدَّثَنَا أَبُو نُمَيلَةَ، عَن عَمْرِو بنِ زَائِدَةَ، قَال: حَدَّثَتْنِي امرأةٌ من بني أَسَدٍ قَالتْ: زَفَفْنَا عَرُوْسًا في الحَيِّ فَمَرَرْنَا بِسَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ والمُغَنِيّة تَقُولُ:
لَئِنْ فَتَنَتنِي لَهِيَ بالأعمْسِ أَفتَنَتْ ... ............ البيتان
قَال ابنُ مَخْلَدٍ: قال سَعِيدٌ: كَذَبَ". ويُراجع: الذَّخَائِر (٥) رقم (٣٨٣)، والإمتاع والمُؤَانَسَة (٦٦)، والخَصَائص (٣/ ٣١٥)، واللِّسان، والتَّاج (فتن) والمصادرُ الأخِيرَةُ "مُفادة من هامش الجَليس". قَال اليَفْزُنِيُّ في "الاقْتِضَابِ": "واللُّغَةُ المَشْهُوْرَةُ فَتنتُ الرَّجُل، وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُوْلُوْنَ: أَفْتنتُ" وَيُرَاجِع: فعلت وأفعلت لأبي حاتِم السِّجِسْتَانِيِّ (٩١)، وفَعَلْتَ وَأَفْعَلْتَ للزَّجَّاجِ (٧٢)، وَمَا جَاءَ عَلى فَعَلْتَ للجَوَالِيقِيِّ (٥٩).