للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَجَازَ غَيرُهُ أَنْبَجَانِيٌّ، وأَنْشَدَ المُبَرِّد (١) -في لِحْيَةٍ-:

كالأنْبَجَانِيُّ مُصْقُولًا عَوَرِضُهَا ... سَوْدَاءُ فِي لِينِ خَدِّ الغَادَةِ والرُّوْدِ

وَحَكَى ثَعْلَبٌ (٢): أَنْبِجَانِيّةٌ وأَنْبَجَانِيّةٌ، كُلَّمَا كَثُفَ والْتفَّ قَالُوا: شَاةٌ أَنْبَجَانِيّةٌ، أي: كَثيرَةُ الصُّوْفِ مُلْتَفَّتُهُ، وَوَقَعَ في بَعْضِ نُسخِ "المُوَطَّأ": "إِنْبِجَانِيَّةٌ" ولَا أَعْرِفُ أَحَدًا حَكَاهُ، ولَا أَبْعدُ أَنْ تَكُوْنَ لُغَةً، لِشُذُوْذِ هذِهِ الكَلَمَة عَنِ القِيَاسِ في النَّسَبِ؛ لأنَّهَا مَنْسُوبةٌ إلى "مَنْبِج" والقِياس فِيهَا: مَنْبِجِيّةٌ.

- و"الحَائِطُ" [٧٠]: البُسْتَانُ؛ سُمِّيَ بِذلِكَ لأحَدِ مَعْنيَينِ:

أحَدُهُمَا: لأنَّه يَحُوْطُ صَاحِبَهُ ويَقُوْمُ بِمَؤُنَتِهِ.

- أَوْ لأنَّه يُحَاطُ ويُحْفَظُ ويُبْنَى حَوْلَهُ حَائِطٌ، وَكَانَ القِيَاسُ أَنْ يُقَال: مَحُوْطٌ، لكِنَّهُ جَاءَ عَلَى مَعْنَى النَّسَبِ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، ولَحْمٍ حَانِذٍ، أَي: مَرْضِيّةٌ


(١) أنشده المبرد في الكامل (٢/ ٦٥٣) من مقطوعة لإسْحَاق بنِ خَلَفٍ يَصِفُ رَجُلًا بالقِصَرِ وطُوْلِ اللِّحْيَةِ وهي:
مَا سَرَّنِي أَنَّنِي في طُوْلِ دَاوُدِ ... وَأَنني عَلَمٌ في البَأْسِ وَالجُوْدِ
مَا شَيتُ دَاوُدَ فاسْتَضْحَكْتُ مِنْ عَجَبٍ ... كَأنَّنِي وَالِدٌ يَمْشِي بَمَوْلُوْدِ
مَا طُوْلُ دَاوُدَ إلَّا طُوْلُ لِحْيَتِهِ ... يَظَل دَاوُدُ فِيهَا غَيرَ مَوْجُوْدِ
تُكُنُّهُ خَصْلَةٌ مِنْهَا إِذَا نَفَحَتْ ... رِيحُ الشِّتَاءِ وَجَفَّ المَاءُ فِي العُوْدِ
كَالأنْبَجَانِيّ مَصْقُولًا عَوَارِضُهَا ... سَوْدَاءُ ........................
أَجْزَى وأَغْنَى مِنَ الخَزِّ الرَّقِيقِ وَمِنْ ... بِيضِ القَطَائِفِ يَوْمَ القَرِّ وَالسُّودِ
إِنْ هَبَّت الرِّيحُ أَدَّتْهُ إِلَى عَدَنٍ ... إِنْ كَانَ مَا لَفَّ مِنْهَا غَيرَ مَعْقُوْدِ
(٢) حِكَايَة ثَعْلب في الاسْتِذْكَارِ لابنِ عبد البرّ (٢/ ٢٥٧)، قال: "بفَتح البَاءِ وكَسْرِهَا" وشرح الزَرْقَانِي، وغيرها.