زائدة على أصل الإعجاز، ولقد حاولت أن أبرز هذا وهذا، وكل ذلك ليزداد إيمان المؤمن، فكثيرا ما يحدث أن القارئ للتفاسير يضيع بين النكتة البلاغية والإعراب والأقوال الكثيرة والأقوال الضعيفة بحيث لا يستشعر نمو الإيمان مع الدراسة، وقد تسبب بعض الروايات الفاسدة وساوس عند بعض ضعفاء اليقين، أو غير الراسخين في العلم، وقد حاولت في هذا التفسير أن ينصب الكلام على ما هو تفسير مجرد على الطريقة الأولى التي كان يقدم فيها التفسير لطالبه في الجيل الأول، ومن أراد ما سوى ذلك، فالمراجع أمامه كثيرة، إن الإنسان عند ما يقرأ بعض التفاسير يشعر أحيانا بتشتت يبعده عن لب ما أراده من قراءة التفسير. وبالتالي فإنه لا يستغرق الاستغراق التام وهو يقرأ، وقد جاء هذا التفسير ملاحظا ذلك.
٣ - لقد كان لكل عصر معطياته التي تفتح آفاق أهله على معان من كتاب الله تحقيقا لقوله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ولعصرنا معطياته الجديدة، ولقد حاولت أن أستفيد من ذلك ما استطعت بما لا يخرج نصا عن معناه أو مضمونه الذي تقدمه ألفاظه، فلا تكلف ولا تعسف.
٤ - حاولت- ما استطعت- أن أعرض القرآن عرضا قريبا يستطيع من خلاله المثقف العادي أن يفهمه، هذا مع محاولة اقتناص ما تيسر لي من فوائد مبثوثة تخدم الفهم لكتاب الله.
٥ - حاولت- إلى حد كبير- أن أقدم مفهوم أئمة الاجتهاد للكثير من آيات الأحكام، ولكن باختصار وبدون تدليل ومناقشة، لأن محل ذلك في القسم الثاني من هذه السلسلة في كتاب الأساس في السنة وفقهها.
٦ - إبراز الكثير من الأسس التي عليها تبنى الأمة المسلمة، أو تقوم عليها حياتها العملية، أو ينبثق عنها العمل الإسلامي المعاصر، على أنه في القسم الثاني من السلسلة يأتي كلام كثير حول هذه الشئون.
ولعل القارئ لحظ أننا ابتعدنا عن الحشو وعن كل ما لا يهم القارئ غير المختص. كما لحظ أننا حاولنا إبراز خصائص القرآن، وأعطينا موضوع التربية حقه على قدر استطاعتنا، وحاولنا أن نضع كثيرا من الأمور ضمن إطارها العام، وكثيرا من الجزئيات ضمن إطارها الكلي.