ملك يملكه. وتلا عليهم قوله تعالى:({وَاُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ}{عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْااناً}. . . {آياتِهِ}) وتلا عليهم (ص ٣٥)({لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ، إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}).
وعرّفهم أن لا حاجة لهم بأموال تكون معهم، لأنّ الأرض بأسرها ستكون لهم دون غيرهم. وقال لهم: هذه محنتكم التى امتحنتم بها ليعلم كيف تعملون. ثم أمرهم بشرى السلاح وإعداده.
وذلك كلّه فى سنة ستّ وسبعين ومئتين.
وأقام الدعاة فى كلّ قرية رجلا مختارا من ثقاتهم. فجمع عنده أموال أهل قريته من بقر وغنم وحلى ومتاع وغيره. وكان يكسو عاريهم وينفق عليهم ما يكفيهم، فلا يبقى فقيرا بينهم ولا محتاجا ضعيفا. وأخذ كل رجل منهم بالانكماش فى صناعته والكسب بجهده ليكون له الفضل فى رتبته. فجمعت إليه المرأة كسبها من مغزلها، والصبىّ أجرة نظارته وحراسته. فلم يملك أحد منهم إلا سيفه وسلاحه. فلما استقام له ذلك كلّه وصبوا إليه وعملوا به أمر الدعاة أن يجمعوا النساء فى ليلة معروفة ويختلطن بالرجال ويتراكبن ولا يتفارقن،