بهم البلاد كذلك، وبعث عبيد الله بن زياد لعنه الله وأخزاه (٦٢) رسولا حثيثا إلى يزيد بن معوية يبشره بقتل الحسين، فلما بلغ يزيد قتلة الحسين، دمعت عيناه وقال: قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله بن مرجانة-يعنى زياد. أما والله لو أنى كنت محاربا للحسين لعفوت عنه.
وأجمع أهل التاريخ أنه لما وصل الرأس إلى يزيد بن معوية وضع بين يديه فقرع ثناياه بقضيب. ثم قال: لقد كان حسينا حسن المبتسم، وأنشد أبياتا مشهورة تداولتها الرواة فى تواريخهم، من جملتها يقول <من الرمل>:
ليت أشياخى ببدر شهدوا ... وقعة الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القوم من ساداتهم ... وعدلناها ببدر فاعتدل
وهى خمسة أبيات، هذين البيتين منها والثلاثة الأخر لا يحل لى تسطيرها، ولا يجوز سماعها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، فإن كانت وقعت من يزيد فالويل له من ديان يوم الدين، إذ خصمه يوميذ سيد المرسلين.
(٩) ليت. . . الأسل: ورد البيت فى رسائل الجاحظ ٢/ ١٥، انظر أيضا رسائل ٢/ ١٥ حاشية ١؛ كتاب الكامل /١/ ٧١٠/وقعة: فى رسائل الجاحظ ٢/ ١٥؛ كتاب الكامل ١/ ٧١٠:«جزع»
(١٠) قد. . . فاعتدل: ورد البيت فى رسائل الجاحظ ٢/ ١٥، انظر أيضا رسائل ٢/ ١٥ حاشية /٢/القوم: فى رسائل الجاحظ ٢/ ١٥: «الغرّ»