للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حوقل: (١) ومن مدائنها العتيقة منف، وهى مدينة فرعون موسى، وقيل إنّها عين شمس، وكان قد بلغ فى بنائها وجعل لها سبعين بابا وبناء حيطانها بالصفر والنحاس وزخرفها بالذهب والفضّة وأجرى إليها النيل وقسمه أنهارا تجرى تحت قصره مع سائر قصورها حتى الماء يجرى تحت سريره، وافتخر وقال:

أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى؟ وسنذكر من أمرها جملا كثيرة لما أوعدنا.

ومن مدنها الإسكندريّة، واختلفوا فى بانيها على أقوال: أحدها أنّه شدّاد ابن عاد، قاله وهب. والثانى أنّه الإسكندر الأوّل ذو القرنين وهو المقدونى، قال الهيثم بن عدّى: مقدونة هى أرض مصر وإنّما سمّيت مصر بمصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام. وسنذكر ذلك مفصّلا، قال ابن حوقل: (٢) وكان مصر لمّا انفصل عن بابل نزلها فسمّيت به ونسبت إليه، وقسمها بين أولاده الأربعة وهم:

قبط، واشموم، وأترب، وحنا. قلت: هذا غلط من راويه، وسيأتى ذكر أولاد مصر الأربع وهؤلاه المذكورون بنى بنيه كما نبيّن ذلك فى موضعه الائق (٣) به إن شاء الله تعالى.

قال: وكان قبط الأكبر وسمّى كلّ مكان باسم ولد، قال: وقال الهيثم:

(١٠٩) بن عدّى: مرّ بها ذو القرنين فأعجبه مكانها وصحّة هوائها فأمر بعمارتها فلما شرع وجد أثر البنيان القديم ومرمرا ورخاما وعمودا عليه مكتوب بالقلم المسند من أقلام حمير فحلّه فإذا هو: أنا الملك شدّاد بن عاد، شددت بساعدى


(١) قارن صورة الأرض ١٦٠/ ١٩
(٢) لا يوجد الخبر فى صورة الأرض، واسم ابن حوقل ناقص فى مرآة الزمان؛ لكن قارن مروج الذهب ٢/ ٨٥، مادة ٨٠٦ - ٨٠٨؛ أخبار الزمان ١٥٣
(٣) الائق: اللائق