للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: اخرورط إليه معناه: أسرع مقتحما، والاخروراط سير سريع لا يثنيه شئ.

وقوله: احرورف عنه، هو مثل الحرف سواء فهو من الانحراف.

وقوله: إنّ عندنا لدورا من ذلك، أى طرفا من العلم به.

وهذا الحديث أيضا يتعلّق به حديثان نذكرهما جريا على الرسم فى إكمال الفائدة، وذلك ما رويناه (١) أنّ عبد المطّلب قيل له: احفر بئر زمزم، خبيئة الشيخ الأعظم (٢)، فى مبحث الغراب الأعصم، بين الفرث والدم، عند قرية النمل.

فانطلق إلى المسجد ينظر ما سمّى له، فخرّت بقرة بالجزورة، فانقلبت من الجازر بحشاشة نفسها (٢١) حتى غلبها الموت فى المسجد، بموضع زمزم، فجزرت البقرة فى مكانها ذلك، واحتمل لحمها فجاء غراب فوقع فى الفرث، فبحث عن قرية النمل، وقرية النمل مجتمعها ومأواها.

فقام عبد المطّلب يحفر هناك، وكانت السيول قد دفنت زمزم وعفتها، فجاء سادة قريش فقالوا لعبد المطّلب: ما هذا الصنيع؟ إنّا لا نرميك بالجهل فما بالك تحفر فى مسجدنا؟ فقال عبد المطّلب: إنّى حافر هذه البئر، ومجاهد من صدّنى عنها. وطفق يحفر هو وابنه الحارث، ولم يكن له يومئذ ولد غيره، فسفّهه الناس من قريش ونازعوه، وانتهى عنه الأشراف لما يعلمونه من صدق عبد المطّلب واجتهاده فى دينهم، واشتدّ عليه الأذى من السفهاء، فنذر لئن ولد له عشرة من