قلتُ: ويشبه عندى أن يكون شريك قد اضطرب فيه فلم يدر ما يقول؟ وقد رأيتُ أبا حاتم الرزاى قد رجَّح الوجه الأخير المرسل عن عاصم، فقال ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ١٦٨٤]: "سألتُ أبى عَن حديث رواهُ الحارثُ بن نبهان، عن عاصم بن أبى النّجُود، عن مُصعب بن سعد، عن أبِيهِ، عنَ النّبى - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "خيارُكُم من تعلّم القُرآَن وعلّمَهُ". فقالَ أبى: هذا خطَأٌ، إنما هُو عاصمٌ، عن أبِي عَبدِ الرحمنِ، عَنِ النّبِى - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا". قلتُ: فكأن ذلك هو المحفوظ عن عاصم، وقد خولف فيه، فرواه جماعة من الثقات عن أبى عبد الرحمن السلمى عن عثمان به ... ومن هؤلاء: سعد بن عبيدة عند البخارى [رقم ٤٧٣٩]، وأبى داود [رقم ١٤٥٢]، والترمذى [رقم ٢٩٠٧]، وابن ماجه [رقم ٢١١]، والدرامى [رقم ٣٣٣٨]، وجماعة كثيرة من طريق علقمة بن مرثد قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبى عبد الرحمن عن عثمان بن عفان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن أبى عبد الرحمن السلمى. وللحديث شواهد أيضًا. ٨١٥ - حسن: أخرجه البزار [رقم ١٢٠٩]، والشاشى في "مسنده" [رقم ١٣٥]، وبقى بن مخلد في "مسنده" كما في "كنز العمال" [رقم ٤٠٥٦١]، وغيرهم، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفى عن أم عبد الله بنت نابل عن عائشة بنت سعد عن سعد به نحوه ... قال البزار: "وَهَذَا الحدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدِ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ"، وقال الهيثمى في=