قال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبى حميد، ويقال له أيضًا: حماد بن أبى حميد، وهو أبو إبراهيم المدني، وليس بالقوى عند أهل الحديث". وقال البزار: "هَذَا الْحَديثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا عَنْ سَعْدٍ، وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ سَعْدٍ إِلَّا ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَرَوَاهُ عَن إِسْمَاعِيلَ: مُحَمَّدُ بْنُ أبى حُمَيْدِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبى بَكْرٍ". وقال الحَاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". قلتُ: بل ليس له إلى الصحة سبيل يا أبا عبد الله، وابن أبى حميد: شيخ مدنى إلى الترك أقرب منه إلى الضعف، وهَّاه جماعة من النقاد، وقال البخارى وابن معين وأبو حاتم والساجى وغيرهم: "منكر الحديث"، زاد أبو حاتم الرازى: "يروى عن الثقات المناكير". وقال الإمام أحمد: "أحاديثه مناكير". فمن عجبٍ أن يقول الحافظ في "الفتح" [١١/ ١٨٤]، عن هذا الطريق: "أخرجه أحمد وسنده حسن" - وتابعه عليه المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٧٤٠]- وهو الذي يقول عن ابن أبى حميد في "التقريب": "ضعيف" وقد تعقبه العينى في "عمدة القارى" [٧/ ٢٢٣]، وأجاد، وكذا الإمام في "الضعيفة" [٤/ ٣٧٧]. وبابن أبى حميد: أعله الهيثمى في "المجمع" [٢/ ٥٦٦]. وكذا أنكره عليه الذهبى، وساقه في ترجمته من "الميزان" [٣/ ٥٣١]. وتابعه أيضًا: عتيق بن يعقوب بن أبى فديك، رواه عن [إسماعيل بن محمد بن سعد] بن أبى وقاص عن أبيه عن سعد به نحوه. . . أخرجه الشاشى في "المسند" [١/ رقم ١٨٥]، حَدَّثَنَا الحسن بن عليّ بن عفان، عن عبد الله بن يعقوب المدني: حَدَّثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أبِى فُدَيْكٍ به. . . قلتُ: وهذا إسناد غريب جدًّا، وعبد الله بن يعقوب المدني لا أعرفه، إلا أن يكون هو الذي=