قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت، وعبد الرحمن المليكى ضعفه الجماعة، بل وتركه النسائي وغيره، وهو صاحب منكرات مشهورة، وقد قال أحمد: "منكر الحديث". وقد اختلف عليه في إسناده أيضًا، فرواه عنه عمر بن على المقدمى على الوجه الماضى، وخالفه عمران بن أبان الواسطى، فرواه عنه فقال: عن محمد بن المنكدر عن عامر بن سعد عن سعد به. . .، هكذا أخرجه البزار [رقم ١٠٩٧]، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أبَانَ الْوَاسطِيُّ به. . . قال البزار: "هَذَا الْحديثُ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلى، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبى بَكْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ سَعْدٍ، وَقَال: عِمْرَانُ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ، عَن مُحَمَّدِ بْنِ المنْكَدِرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن أبِى بَكْرٍ هَذَا لَيِّنُ الْحديِثِ". قلتُ: وَهذا منكر جدًّا، وعمران هذا قد ضعفوه أيضًا، لكن تعصيب الجناية برقبة عبد الرحمن بن أبى بكر عندى أولى من عمران؛ لكونه أضعف منه بطبقة أو طبقتين، فلعله كان يضطرب في إسناده. وقد رأيت الإمام الألبانى قد زاد في إعلال الطريق الأول علةً أخرى، فقال في "الضعيفة" [رقم/ ٦٢١٢]: "وثمة علة خفية، وهى تدليس عمر - يعنى ابن عليّ - المقدمى هذا، فإنه مع ثقته واحتجاج الشيخين بحديثه، فمن الصعب جدًّا الاحتجاج بحديث له خارج "الصحيحين"، ولو صرَّح بالتحديث؛ لأنه كان مدلسًا كما نص عليه جمع من الأئمة، وكان دليسه خبيثًا غريبًا من نوعه، سماه بعضهم: تدليس السكوت، وقد بينه ابن سعد فقال في "الطبقات" [٧/ ٢٩١]: "وكان ثقة، وكان يدلس تدليسًا شديدًا: يقول: "سمعت" و"حدّثنا"، =