للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وعبارة أبي نعيم في "معرفة الصحابة" [٦/ ٣٥٥١]: "أسقط المتأخر - يعنى ابن منده - "العباس" من الإسناد، وإنما هو أم كلثوم عن العباس".
قلتُ: الذي يظهر لى أن الوهم فيه من (ضرار بن صرد) نفسه، كأنه اضطرب في سنده، فهو شيخ واه، تركه النسائي وغيره؛ بل صح عن ابن معين تكذيبه، وقد تسامح الحافظ بشأنه، وقال عنه: "صدوق له أوهام وخطأ" كذا، وليس بشيء، وهو من رجال "التهذيب" وروايته الأولى: هي المحفوظة؛ لكونه قد توبع عليها من قِبَل يحيى الحماني - وليس بعمدة - ومحمد بن عقبة - وهو السدوسي - شيخ مختلف فيه كما مضى ...
وقد قال البزار عقب روايته: "وهذا الكلام: لا نحفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا عن العباس عنه، ولا نعلم له إسنادًا عن العباس إلا هذا الإسناد".
قلتُ: ويُسْتَدْرك عليه إسناد المؤلف هنا.
وقال الهيثمي في "المجمع" [١٠/ ٥٥٧]: "رواه البزار، وفيه أم كلثوم بنت العباس، ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: وبهذا أعله الإمام في "الضعيفة" [رقم ٢٣٤٢]، فقال: "هذا إسناد ضعيف، وله علتان"، ثم ذكر منهما (يحيى الحماني) وقال عنه: "هو يحيى بن عبد الحميد، قال الحافظ: حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث".
قلتُ: ولم ينفرد به الحماني كما قد عرفت، وقبل ذلك ذكر الإمام العلة الأولى فقال: "جهالة أم كلثوم هذه؛ فإنهم لم يترجموها".
قل: بل ترجمها ابن منده وأبو نعيم وابن الأثير والحافظ، كلهم في "الصحابة" اعتمادًا على تلك الرواية التى اضطرب فيها ضرار بن صرد وجعل فيها هذ الحديث من مسندها، وقد بَينَّا: أن المحفوظ عن أم كلثوم أنها تروى الحديث عن أبيها العباس؛ فالصحبة لها غير ثابتة، ولم يؤثر توثيقها عن أحد نعرفه، فهى آفة الحديث، وقد توبع الدراوردي عليه عن يزيد بن الهاد بإسناده به.
تابعه الليث بن سعد: عند البغوي في "تفسيره" [٧/ ١١٦/ طبعة دار طيبة]، بإسناد صحيح إلى موسى بن إسحاق الأنصاري - وهو ثقة من رجال الخطيب في "تاريخه" - عن محمد بن معاوية عن الليث به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>