كذا قال، كأنه ظن: (حميد الأعرج) في سنده هو: (حميدًا بن قيس الأعرج) الثقة المقرئ المشهور، وليس بشئ، وبين الرجلين أبعد ما بين الخافقين، والحديث ذكره البوصيرى في "الإتحاف" [٧/ ١١٢]، وقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف" كذا، والصواب أن سنده منكر جدًّا. وفيه علة أخرى غير ما مضى، وهى: أن عبد الله بن الحارث وهو المكتب الكوفى لا يعرف له سماع من ابن مسعود، كما قال البخارى، وأشار إليه أبو حاتم أيضًا، فراجع ما علقناه على الحديث الماضى [برقم ٤٩٨٣]، وللحديث شواهد عن عمر بن الخطاب وأبى أمامة وغيرهما. وكلها مناكير، والمحفوظ: أن أصل قصة أبى الدحداح هنا: ثابتة، ولكن دون تعلق بسبب نزول قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}، فانظر الصحيحة [٦/ ١١٣١] للإمام. ٤٩٨٧ - قوى بشواهده: المرفوع منه فقط: أخرجه أبو داود [١٤١٧]، وابن ماجه [١١٧٠]، والبيهقى في "سننه" [٤٢٤٤]، وابن نصر في "الوتر" [رقم ٢/ مختصره]، والدارقطنى في "العلل" [٥/ ٢٩٣]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، أبو عبيدة عن أبيه ليس موصولًا، كما شرحناه شرحًا وافيًا في غير هذا المكان؛ والأعمش إمام في التدليس وقد عنعنه، وقد اختلف عليه في وصله، فرواه عنه زائدة بن قدامة فقال: عن أبى عبيدة به مرسلًا، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [٥/ ٢٩٣]. =