قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث يونس بن عبيد إلا من هذا الوجه، وقد رُوِىَ هذا الحديث من غير هذا الوجه عن عائشة أيضًا" وقال عقب روايته في: "العلل": "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث، فقال: هو حديث له علة، يقولون: عن عائشة هذا الحديث موقوفًا" .. قلتُ: قد رُوِىَ هذا الحديث من غير وجه عن عائشة مرفوعًا كما أشار الترمذى آنفًا؛ فإذا أوقفه بعضهم عنها؛ لم يكن ذلك بجارح في وصل مَنْ وصله. وقال الطبراني عقب روايته: (لم يرو هذا الحدث عن يونس بن عبيد إلا عبد الوهاب الثقفى). قلتُ: وهما حافظان إمامان، والحسن البصرى شيخ من شيوخ الإسلام؛ وقد رُمِىَ بالتدليس، وكنا نتوقف في عنعنته، حتى صح لدينا أنه مقل من التدليس؛ ومن كان كذلك، فحديثه على الاتصال دائمًا ما لم يظهر الانقطاع فيه ببرهان بَيِّن، وأمه اسمها خيرة مولاة أم سلمة روى عنها جماعة أكثرهم ثقات؛ وذكرها ابن حبان في "الثقات" واحتج بها مسلم كما ترى؛ فقول الحافظ عنها في "التقريب" [١/ ٧٤٦]: "مقبولة" غير مقبول منه، بل هي امرأة مشهورة محتج بها. وقد استوفينا طرق الحديث عن عائشة في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" أعاننا الله عليه. ٤٣٩٧ - صحيح: أخرجه البخارى [٢٤٥٣، ٢٥٤٢، ٢٧٢٣]، ومسلم [٢٧٧٠]، وأبو داود [٢١٣٨]، وابن ماجه [١٩٧٠]، وأحمد [٦/ ١٧١، ١٩٤]، والدارمى [٢٢٠٨]، =