وقد توبع عبيد الله بن عمر العمرى على هذا الحديث عن ثابت: تابعه مبارك بن فضالة على نحوه مختصرًا: عند الترمذى: [عقب رقم ٢٩٠١]، وأحمد [٣/ ١٤١، ١٥١]، والدارمى [٣٤٣٥]، والمؤلف [٣٣٣٦]، وعنه ابن حبان [٧٩٢]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [١٣٠٦ و ١٣٧٤]، وابن عدى في "الكامل" [٦/ ٣٢٠]، والبغوى في "شرح السنة" [٣/ ٣٥٦]، وفى "تفسيره" [١/ ٥٨٨]، وابن السنى في "عمل اليوم والليلة" [رقم ٦٨٩]، وابن الضريس في "فضائل القرآن" [رقم ٢٦٩، ٢٧١]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" [رقم ١٨٠]، وابن الأعرابى في "المعجم" [رقم ٢٠٩٤]، وابن سمعون في "الأمالى" [رقم ٥٥]، وغيرهم؛ كلهم من طرق عن المبارك بن فضالة عن ثابت البنانى عن أنس به. قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح؛ والمبارك حسن الحديث على التحقيق؛ إلا أنه مدلس، غير أنه صرَّح بالسماع عند الدرامى وابن الأعرابى وابن نصر وابن الضريس في الموضع الأول؛ وتوبع عليه المبارك وعبيد الله بن عمر، تابعهما شريك القاضى عن ثابت به نحو سياق المبارك عند ابن الأعرابى في "المعجم" [١١١٢]، لكن الطريق إليه مغموز، وشريك نفسه سيئ الحفظ على جلالته. ثم جاء شيخ الإسلام و"أسد السنّة" حماد بن سلمة وخالف الجميع، وروى هذا الحديث عن ثابت البنانى فقال: (عن حبيب بن سبيعة به مرسلًا ... )، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" كما في "الفتح" [٥٢/ ٢٥٨]، ثم قال الدارقطنى: "وهو أشبه بالصواب" يعنى أن هذا الوجه المرسل هو المحفوظ عن ثابت البنانى، قال الحافظ في "الفتح": "وإنما رجَّحه؛ لأن حماد بن سلمة مُقدَّم في حديث ثابت؛ لكن عبيد الله بن عمر حافظ حجة، وقد وافقه مبارك - يعنى ابن فضالة - في إسناده؛ فيحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان". قلتُ: وهذا ما يظهر لى أيضًا ولكن على مضض، وما أطيق صبرًا على كل من يخالف حماد بن سلمة في ثابت، لكن لعل شواهد الأحوال تؤيد ما احتمله الحافظ إن شاء الله، وقد مضى أن الحديث صححه الترمذى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبى وغيرهم؛ وقبلهم البخارى بإيراده هذا الحديث في "صحيحه" معلقًا بصيغة الجزم. واللَّه المستعان.