قلتُ: وهذا إسناد منكر كسابقه، قال البيهقى: "تفرد به سهيل بن أبى حزم القطعى" وقال الترمذى: "هذا حديث غريب، وسهيل ليس بالقوى في الحديث، قد تفرد بهذا الحديث عن ثابت" وقال العقيلى: "لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به ... ". قد مضى في الذي قبله: أن سهيلًا هذا قد ضعفه النقاد إلا مَنْ تساهل، وهو صاحب مناكير عن ثابت البنانى كما قاله الإمام أحمد؛ وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث في عداد منكراته عن ثابت البنانى في كتابه "الكامل" [٣/ ٤٥٠]، ثم قال في ختام ترجمته: " ... ومقدار ما يروى من الحديث إفرادات ينفرد بها عن من يرويه عنه". أما صاحب "المستدرك"، فدعه يجازف على عادته ويقول: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ونحن نحمد الله أن صاحبى الصحيح لم يخرجا هذا الحديث؛ كيما لا يسقط (كتابهما) كما سقط "المستدرك" إلى الأبد، والحديث قد ضعفه الإمام في "ضعيف الترمذى" و"ضعيف ابن ماجه" وفى "المشكاة" [رقم ٢٣٥٠]، لكنه رجع عن هذا وقال في ظلال الجنة [٢/ ١٨٥]: "حديث حسن، وإسناده ضعيف؛ لضعف سهيل بن أبى حزم ... وإنما حسَّنتُه لشاهدٍ له سأذكره بإذن الله تعالى ... " ثم خرَّج الحديث؛ إلى أن ذكر تصحيح الحاكم له، فتعقبه بقوله: "أقول: إنما هو حسن لغيره؛ لضعف سهيل، ولأن له شاهدًا من حديث عبد الله بن دينار قال: (سمعتُ أبا هريرة وابن عمر وابن عباس - رضى الله عنهم - يقولون .... ) فذكره مرفوعًا نحوه ... ، أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور". قلتُ: هذا طراز غريب من تقوية المنكر بشاهد مجهول لا يُدَرى أيش تكون درجته من الضعف، ومن أين علم الإمام أن ذلك الشاهد مما يصلح للاعتبار أصلًا؟! ولعل في سنده حيَّة رقطاء، أو ربما عقرب أحمر، "وتفسير ابن مردويه" قد عفا عليه الزمان؛ ولم تره العيون منذ عصر=