قلتُ: وقد مضى في الذي قبله: أن بشارًا هذا شيخ منكر الحديث كما قاله أبو زرعة وابن عدى وابن حبان، وهذا الحديث من مناكيره عن ثابت البنانى كما أشار ابن حبان وابن عدى، وساقه له الأول في ترجمته من "المجروحين" بل قال البزار أيضًا عقب روايته في "مسنده" [ص ٣٢٩]، و"زوائد ابن حجر" كما في "الصحيحة" [٤/ ٥٧٦]: "تفرد به بشار وهو ضعيف". أما قول المنذرى في "الترغيب" [٣/ ٢٧٤]: "رواه ابن أبى الدنيا والطبرانى والبزار وأبو يعلى بإسناد جيد رواته ثقات" وكذا قول الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٤٩]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط"، ورجال أبى يعلى ثقات". ومثله قول البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٦/ ٥]: "هذا إسناد رجاله ثقات" فكل ذلك غفلة منهم عن حال بشار بن الحكم، وقد اعتذر الإمام في [الصحيحة" [٤/ ٥٧٦]، عن المنذرى والهيثمى، وللحديث شاهد نحوه بإسناد واهٍ عن أبى ذر الغفارى عند أبى الشيخ في "كتاب الثواب" كما في الترغيب [٣/ ٢٧٤]، وله شاهد ثانٍ ببعضه عن أبى الدرداء مرفوعًا .. عند أبى الشيخ أيضًا كما في "الترغيب". وقد وجدتُ حديث أبى الدرداء عند الخطيب في "المتفق والمفترق" [رقم ١٣٣]، والحافظ الخليلى كما في "تاريخ قزوين" [١/ ١٧٧]، وسنده تالف. وللحديث شاهد ثالث مرسل عن الشعبى به نحوه ... عند ابن أبى الدنيا في "الصمت" رقم ٦٤٦]، وسنده منقطع على إرساله، بل وقد اختلف في سنده أيضًا، كما تراه عند هناد في "الزهد" [٢/ رقم ١١٢٩]، وأبى الشيخ في "الطبقات" [٤/ ٣٠٣].