للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو نُبِذوا بأبي ماعِزٍ ... حَديدِ السِّنانِ وشاهِي البَصَرْ

قال: وكانوا قَتَلُوهم بمكانٍ يقال له "الهُزر" فقال أبو ذؤيب يَرْثِي ابنَ عُجْرَة:

عَرفْت الدِّيارَ لِأُمِّ الرَّهيـ ... ـن بينْ الظُّباء (١) فَوادِي عُشَرْ

أَقامَت به وابَتنتْ خَمْيةً ... على قَصَبٍ وفُرات النَّهَرُ

قال: ويرُوَى "وفُراتٍ نَهِر". قال أبو سعيد: يقول: هي مقيمةٌ بين رَكايا (٢) وبين ماءٍ عَذْبٍ يَجرِى. وكلُّ فُراتٍ عَذبٌ. يقول: فهي تَشْرَب من الرَّكايا؛ وكلُّ ماءٍ كَثُرَ فقد استَنْهَر.

تَخَيَّرُ مِن لَبَنِ الآرِكا ... تِ بالصَّيْفِ بادِيةً والحَضَرْ

قولهُ: الآرِكات، قال: كأنّها كانت بِبلَدٍ يُنْبِتُ الأَراك، ولم يُرِد أنّ لَبنَ الّتى تأكل الأَراكَ أطيَبُ الأَلْبان، ولكن كلُّ ما ثَبَتَ في مَكانٍ فقد أَرَك يأرُكُ أُرُوكا، وأصلُه مِن الأَراك.

أَلِكنِي إِلَيْهَا وخَيْرُ الرَّسُو ... لِ أَعلَمُهُمْ بنَواحِي الخَبَرْ

قال أبو سعيد: الرسول يصْلح أن يكون واحدا وجماعة. وقوله. أعلَمُهم بنواحي الخَبَر، أي يَعرِف شَواكلَ الأمور، إذا رأَى طَرَفَ الأمرِ أعَجبه (٣). وناحَيُته: شاكلتَهُ.


(١) الظباء: واد بتهامة. ووادي عشر: شعب لهذيل.
(٢) ركايا؛ تفسير للقصب.
(٣) كذا ورد هذا اللفظ في الأصل، ولعل صوابه "تيقنه" أو ما يفيد هذا المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>