وجل- ما أدراك فقد أدراه، وما يدريك فما أدراه بعدُ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل ما في القرآن من ألم ترَ فمعناه ألم تخبر، ألم تعلم ليس من رؤية العين كقوله- تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}.
أقَرَّ
أقَرَّ الرجلُ يُقِرُّ إقراراً بفعل أو بقولٍ أو بحقٍّ فهو مُقِرٌّ. وقولهم: أقرَّ اللهُ عينك، فيه اختلافُ كثير ١/ ٣٨١ قال بعضٌ: أبردَ اللهُ دَمْعَكَ وهو مأخوذٌ من القُرِّ والقِرَّة وهما البَرْد. وقال الأصمعي: دمعةُ الفرح باردةٌ ودمعةُ الحزن حارة، وأنْكَر ذلك أبو العباس وقال: الدمعُ كله حار كان في فرح أو حُزْنٍ. قال: والمعنى: لا أباك الله أي أقرها على أن لا تكون باكية. وقال أبو عمرو الشيباني: معناه: أنام الله عينك. وعن الأصمعي قال: أقَرَّ مُشتقٌ من القرور وهو الماء البارد. وقال جماعة من أهل اللغة معناه: صادفت ما يرضيك حتى تقرَّ عينك من النظر إلى غيره واستغناء بما في يديك، واحتجوا بأن العرب تقول للذي يُدرِكُ ثأره صابت بقُرَ أي صادف فؤادك ما كان متطلعاً إليه فقر. وقال أبو عمرو: معنى قولهم: أسخن الله عينه أي: أبكاه الله حتى تسخن عينه بالدموع. وقال غيره: أسخن وهو مأخوذ من سُخْنةِ العين، وهو كل! ُ ما أبكى العين وما أوجعها. قال ابن الدمينة: