على لفظ الأمر، فإن صغرته أعربته بوجه الإعراب، لأنَّ التصغير أزال عنه شبه الأدوات فتقول: أميس وأميسُنا. وبعضهم يقولُ: ما رأيته مذ أمسا. قال الراجز:
لقد رأيتُ عجباً مُذْ أمسا ... عجائزاً مثل السعالي خمسا
يأكلن ما جمعن همسا ... لا ترك الله لهن ضرسا
وبعضهم يقولُ: رأيته أمس فينونون لأنه بنى على الكسر شُبِّه بالأصوات نحو غاق في حكاية صوت الغُراب فينونون، وهذه لغةٌ شاذّة. وبعض العرب يتركه على كسرته ونية الألف واللام فيقول: رأيتُ بالأمس يا هذا، ويقولُ: رأيتُه أول من أمس إذا أردتَ يوماً قبل الأمس. فإن قُلْت: أوَّلَ أمس فهو أمس بالغداة، ورأيتُه أوَّلَ من أمس إذا أردت يوماً قبل الأمس. فإن قُلت: أوَّل أمس فهو أمس بالغداة، ورأيتُه أول من أول أمس إذا أردت يوماً قبل أمس من أمس. وحُكي عن بعض العرب: رأيتُه أوَّلَ من أمسين وأوَّل من أُموس. قال الشاعر:
مرت بنا أول من أمسينه ... تجُرُّ في ملحفها الرجلينه
وقال آخر:
مرت بنا أول من أموس ... تميس فينا مشية العروس
وإذا جمعت أمس على أدنى العدد قُلت: ثلاثة أمؤُس مثل فرخ وأفْرُخ وفَلْس ١/ ٣٧٣ وأفْلُس، ويجوزُ ثلاثة أماسٍ مثل فَرْخ وأفْراخِ وزَبْد وأزْبَاد، والأمسيُّ منسوب إلى أمْس.
فصلٌ من الألف أيضاً
الأسى: الحُزْنُ، والأسى العزاء، والأسى جمعُ آس على وزن فاعل وهو