للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى التعجب. تقولُ في الاستفهام: أي الرجلين قام أزيدٌ أم عمرو؟ وفي الجزاء: أي الرجلين يأتك أكرمه، وفي التعجب: أي رجل أخوك! وفي الخبر: لأضربن إياهم يقوم، فيكون بمنزلة قولك: لأضربن الذي يقوم في اللفظ، وتأويل أي تأويل الجزاء. وإذا أضفت أياً إلى المعرفة كانت بعضها وإذا أُضيفت إلى النكرة كانت كلها. تقول: أي الرجلين قام فيكون أي أحدهما، ولا يجوز أيُّ الرجلين قاما لأنَّها إذا أُضيفت إلى المعرفة لم تك نكلها. وتقول: أيُّ الثلاثة قام فتجعل أي واحداً من الثلاثة، ويجوز أن تقول: أيُّ الثلاثة قاما فتجعل أي اثنين من الثلاثة، ولا يجوز أن تكون أيّ الثلاثة قاموا لما ذكرنا. وأيّ لا يعملُ فيها الاستفهام ولا حرف الشدّ. قال الله-تعالى-: {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ولم يقلْ أيهم - بفتح الياء. ومثله {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} ١/ ٣٦٥ كلُّ هذا استفهام لا يعملُ الفعلُ فيه. وقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً} رفع بالابتداء وهو استفهام، ويجوزُ أيهم بالنصب وذلك أنه إذا حسُنَ فيه الذي جاز فيه النصبُ كأنَّه يقول لننزعن الذي أشد على الرحمن عتيا. ومثله: {فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً} يجوز أيَّها - بالفتح - لأنه يحسُن أن تقول الذي أزكى طعاماً. وتقول: زيدٌ أيُّما رجلٍ، وهذا رجلٌ وأيُّما رجلٌ يصيرُ نعتاً وخبراً للابتداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>