وَلَدْنَهُمْ} فالمعنى ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم. فإذا دخلت على أن ألا خرجت من معنى الجحد وصارت إيجاباً كقولك: ألا أنْ زيدٌ قائمٌ، وألا أن قام زيدٌ وألا أنْ جلس بكرٌ. فتأويل الكلام قد قعد زيدٌ وقد جلس بكر. قال الشاعر:
ألا أن سرى همي فبتُّ كئيبا ... أحاذرُ أن تنأى النوى بغضوبا
وقال آخر:
ألا أنْ بليل [ان] مني حبائبي ... وفيهن ملهى لو أردن الاعب
فتأويل الكلام: قد سرى همي، وقد بان مني حبائبي، فإذا دخلت اللامُ معها كانت أيضاً إيجاباً كقولك: أن قام لزيد وأن قعد لعمرو. وكذلك أن ضرب زيدٌ لعمراً. ولا يجوز أن تدخل اللام على الفاعل. فخطأ أن تقول: أن ضرب لزيدٌ عمراً وأن شتم لزيدٌ بكراً. وتكون إن تعني ما. قال جل جلاله {إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ}. وتكون مضمومة إلى ما فترفعُ خبرها. قال:
وما إن طِبّنا جُبْنٌ ولكن ... منايانا وطعمة آخرينا
وقيل في قوله - عز وجل-: {إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى} أي قد نفعت الذكرى.
إنَّ
قال الأخفش: كلُّ شيء جاء بَعْدَ القول وهو إنَّ مكسورة الألف إن حَسُنَ