للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوانين التي نصت عليها شرائع الإِسلام واستنبطها الفقهاء من نصوص تلك الشرائع يمكن أن نقدم عليها أي نظام آخر من أنظمة الأمم الأخرى ونستبدل ما تدعوا المصلحة إلى استبداله حتى ولو اتبعنا أحدث ما أنتجته العقول البشرية.

ولست بحاجة إلى مناقشة المؤلف في دعواه هذه، فقد وقف العلماء من أقطار كثيرة موقفاً معيناً من هذا الكتاب، أشير إليه تنبيهاً للقارئ، والحاجة ماسة بعد ذلك إلى بيان منهج النظر الفاسد الذي اتبعه المؤلف ويتبعه كل من يقول أن الإِسلام دين لا دولة، وسنؤكد من خلال هذا المثال التطبيقي على خطورة هذا المسلك الفاسد وهو اتباع حكم العقل المخالف للشرع وكيف أدى بأصحابه إلى الدعوة إلى تبديل الأحكام الجزئية بل والمفاهيم العقدية.

وسأحاول معالجة هذه القضية من زاوية خاصة وبطريقة أحسبها جديدة، مع شدة ارتباطها بموضوع البحث مع الإِشارة إلى بعض الردود على هذا الرأي من ذلك ما كتبه بعض العلماء والباحثين في الرد على هذا الرأي وقد تمثل ذلك في كتب كثيرة (١)، تتقدمها فتوى لكبار العلماء قضت "بإخراج الشيخ علي عبد الرزاق أحد علماء الجامع الأزهر والقاضي الشرعي بمحكمة المنصورة الابتدائية الشرعية ومؤلف كتاب "الإِسلام وأصول الحكم" من زمرة العلماء" (٢).


(١) منها: "نقض كتاب الإِسلام وأصول الحكم"، للشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر السابق، و"الإِسلام والخلافة في العصر الحديث" "نقد كتاب الإِسلام وأصول الحكم" الدكتور ضياء الدين الريس، و"نقد علمي لكتاب الإِسلام وأصول الحكم" محمد الطاهر بن عاشور، و"بحث في كتاب الاتجاهات الوطنية" لمحمد محمد حسين، ج ٢/ ٨٥، وما بعدها - دار النهضة - الطبعة الثانية، وكتب ومقالات أخرى.
(٢) كتاب حكم هيئة كبار العلماء في كتاب الإِسلام وأصول الحكم، ص ٣٢ عن رسالة ماجستير "الإِمامة عند أهل السنّة والجماعة للأستاذ عبد الله الدميجي مخطوط بجامعة أم القرى - المكتبة المركزية، وفيها ردود على القائلين بفصل الدين عن الدولة وبيان موقف الإِسلام من قضية الخلافة.
يقول الدكتور الريس عن آراء علي عبد الرزاق التي احتواها الكتاب "أنها هدم لكثير من =

<<  <   >  >>