أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور، ويحثو التراب على رأسه".
وعن سعيد بن جبير -رحمه الله -قال: "بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يوم عرفة بعرفات في الموضع الذي ترفع العباد فيه أيديهم إلى الله تعالى ويعجبون بالدعاء، إذ هبط عليه جبريل -عليه السلام -، وقال: يا محمد إن العلى الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك: هؤلاء حجاج بيتي وزواري، وحق على المزور أن يكرم الزائر، أشهدك وأشهد ملائكتي أني قد غفرت لهم جميعًا وهكذا أفعل بزوار يوم الجمعة".
وعن علي -رضي الله عنه -أنه لما كان عشية يوم عرفة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم -واقف، أقبل على الناس بوجهه فقال: مرحبًا بوفد الله ثلاث مرات، الذين إذا سألوا أعطوا، وتخلف عليهم نفقاتهم في الدنيا، وتجعل لهم عند الله في الآخرة مكان كل درهم ألف، ألا أبشركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنه إذا كان في هذه العشية ينزل الله إلى سماء الدنيا، ثم يأمر ملائكته فيهبطون إلى الأرض، فلو طرحت إبرة لم تسقط إلا على رأس ملك، فيقول الله -عز وجل -: يا ملائكتي انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا من أطراف الأرض، هل تسمعون ما يسألون؟ قالوا: يسألونك أي رب المغفرة، قال -سبحانه وتعالى -: أشهدكم أني قد غفرت لهم ثلاث مرات، فأفيضوا من موقفكم مغفورًا لكم".
(فصل) في تفصيل صيامه وما ورد فيه من الصلوات، وما أمر به من صنوف الدعوات
أخبرنا هبة الله بن المبارك، قال: أنبأنا أحمد بن محمد، بإسناده عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال:"من صام يوم عرفة غفر الله له ما تقدم من ذنبه لسنة".
وأخبرنا هبة الله بإسناده عن أبى قتادة -رضي الله عنه -، عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال. "صيام يوم عرفة كفارة سنتين، سنة ماضية وسنة مستقبلة".
وأما الصلاة فمما أخبرنا به هبة الله بن المبارك قال: أنبأنا الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد عبد الله المقرى، قال: أنبأنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، قال: