للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

و "الظاهرة": المدرَكَة بالحواسّ، و "الباطنة": المعقولة، أو "الظاهرة": ما تعرَف، و "الباطنة": ما لا تُعرَف.

و"القديم": ما تقدم زمانُهُ على الزمان الحاضر، و "الحديث" ما حضُر زمانه. ويحتمل أن يريد بالقديم من النعمة: ما تقدم على الأسلَاف فهي نعمة على الأخلاف، كما قال الله تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ....} (١) الآية مع أن النعمةَ بالإِنجاء على السلف ولكنها نعمةٌ على الخَلَفِ، إذ الخَلَف هم أثَر تلك النعمة.

و"الحديث": ما كان على الحامد في نفسه.

(والصلاةُ والسلامُ على نبيه ورسوله محمد)، عَطَفَ الصلاة على الحمد، وذلك لأنه لما كان الكمالات العلمية والعملية وصلت إلى العبد مِن اللهِ تعالى -بواسطةِ صاحبِ الشرعِ فوجب المقابلة لهذه النعمة بالثناء عليه - صلى الله عليه وسلم -، وكان العَلَم في باب الثناء الذي أمرنا به هو الصلاة والسلام، فأتى بهما جميعًا امتثالًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٢)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ كلام لا يُذْكَرُ اللهُ فيه، ولا يُصَلَّى عليَّ فيه فهو أقطعُ أكتعُ ممحوقٌ من كلِّ بركةٍ" (٣).

والصلاةُ مِن اللهِ بمعنى الرحمة كذا في "الصِّحَاح" (٤)، والسلام: الأمان، أي السلامة من النار والأمان منها.

وقال القشيرىّ: "الصلاة" مِن الله تعالى لمن دون النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة وللنبي- صلى الله عليه وسلم - تشريف وزيادة تكرمة، وفي معنى "السلام عليه" ثلاثة وجوه:


(١) الآية ٤٠ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٥٦ من سورة الأحزاب.
(٣) بهذا اللفظ عزاه في كنز العمال إلى أبي الحسين أحمد بن محمد بن ميمون في فضائل علي بن أبي هريرة، وزاد: فيبدأ به بعد لفظ لا يذكر الله فيه، ٢/ ٢٦٥ ح ٦٤٦٣.
(٤) الصحاح ٦/ ٢٤٠٢.