للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الخروجِ سوَّى عمامته وشعره ونظر وجهه في الماء، فقالت عائشة: أو تفعل ذلك يا رسول الله؟! فقال: "نعم، إن الله يحب من العبد أن يتزين لإخوانه إذا خرج إليهم" (١).

١٢٤٩ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان". متفق عليه (٢). ولهما (٣) من حديث عبد الله بن عمرو: "وإذا خاصم فجر".

قوله: "آية المنافق". أي: علامته، والمنافق الذي يظهر الإيمان ويبطن الكفر، وظاهر الحديث أنه يحكم بنفاق من اجتمع فيه الثلاث أو الأربع، وإن كان مؤمنًا مصدقًا بشرائع الإسلام، وقد أجمع العلماء على أن من كان مصدقًا بقلبه مقرًّا بلسانه وفعل هذه الخصال، لا يحكم عليه بكفر ولا نفاق يخلد به في النار؛ ولذلك عدَّ جماعة من العلماء هذا الحديث مشكلًا من حيث إنّ هذه الخصال توجد في المسلم المصدق.

قال النووي (٤): اختلف العلماء في معناه؛ فقال المحققون والأكثرون وهو الصحيح المختار: إن هذه الخصال هي من خصال المنافقين، فإذا اتصف بها أحدٌ من المصدقين أشبه المنافق، فيطلق عليه اسم النفاق مجازًا، فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه، وهذا المعنى موجود في صاحب هذه


(١) ابن عدي ٣/ ١١٠٢.
(٢) البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق ١/ ٨٩ ح ٣٣، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق ١/ ٧٨ ح ٥٩/ ١٠٧.
(٣) البخاري، كتاب الإيمان، باب علامة المنافق ١/ ٨٩ ح ٣٤، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق ١/ ٧٨ ح ٥٨.
(٤) شرح مسلم ٢/ ٤٧.