للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

موقوفًا على أبي هريرة أنه كان يقول: شر الطعام طعام الوليمة؛ يدعى لها الأغنياء، ويترك الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله. ووقع في رواية الإسماعيلي (١) من طريق معن بن عيسى عن مالك: "المساكين" بدل: "الفقراء". وذكر ابن عبد البر (٢) أن جُلَّ رواة مالك لم يصرحوا برفعه، وقال فيه روح بن القاسم عن مالك بسنده: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكذا أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" (١). وكذا أخرجه أبو الشيخ (١) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا صريحا، وأخرج له شاهدا من حديث ابن عمر كذلك (١).

قوله: "شر الطعام .. " إلى آخره. أي من شر الطعام طعام الوليمة.

وقوله: "يمنعها" جملة استئنافية (أ) لبيان الوجه المقتضي لكونه من شر الطعام، وهذا بالنظر إلى أغلب أحوال الوليمة، وأنها متصفة بهذه الصفة المقتضية لشرِّية طعامها، ومع هذه الصفة إن مَن لم يُجب الدعوة إليها فهو عاص، وتكون الدعوة سببًا لأكل المدعو شر الطعام، وأراد بقوله: "يُمنعها من يأتيها": الفقراء، "ويدعى إليها من يأباها": هم الأغنياء، فلو دعوا الجميع لم يكن شرًّا.

وقد أخرج ابن حبيب (٣) عن أبي هريرة أنه كان يقول: أنتم العاصون في


(أ) في جـ: استفهامية. والمثبت يقتضيه السياق. وينظر الفتح ٩/ ٢٤٥.