للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

- صلى الله عليه وسلم - اتفاقًا أو لغرض آخر غير الاستحباب فذهب إلى أنه سنة ابن عمر قال نافع: "وقد حصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء بعده، وأراد (أ) ابن عمر التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع أفعاله، وهذا من جملتها، وذهب ابن عباس وعائشة إلى أنه ليس من المناسك المستحبة، ولعلهما أرادا أنه ليس من المناسك التي تلزم في تركها لازم لا أنه لا يقتدي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وإن كان ظاهر كلام ابن عباس في قوله "ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (١)، وقول عائشة "والله ما نزلها إلا من أجلي" (٢) إن ذلك ليس بمستحب، وإنما هو من ضروريات الجبلة التي لا يتأسى فيها، ولكنه يرد عليهما اعتياد الخلفاء لذلك (٣)، فإنه لولا فهم الشرعية لما واظبوا على ذلك، ولأبانوا للناس أنه ليس بمشروع، وذهب مالك والشافعي والجمهور إلى استحبابه، وأنه لا شيء على تركه إجماعًا، والله أعلم.

٦١١ - وعن عائشة -رضي الله عنها- "أنها لم تكن تفعل ذلك -أي النزول بالأبطح- وتقول: إنما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان منزلًا أسمح لخروجه" رواه مسلم (٤).

قولها "أسمح" أي أسهل لخروجه من مكة راجعًا إلى المدينة وقيل إن الحكمة في نزوله - صلى الله عليه وسلم - إظهار لشكر نعمة الله -تعالى- عليه، وعلى


(أ) هـ: (وزاد).