قال رحمه الله تعالى:(ولا باس بالمصافحة) يعني أن المصافحة حسنة مليحة جميلة لا بأس بها. قال العلامة الدردير: والمصافحة مندوبة على المشهور. وقيل: مكروهة وهو وضع أحد المتلاقيين بطن كفه على بطن كف الآخر إلى آخر السلام أو الكلام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:((تصافحوا يذهب الغل عنكم وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء))، ولخبر: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. ولا تجوز مصافحة الرجل المرأة ولو متجالة؛ لأن المباح الرؤية فقط، ولا المسلم الكافر إلا لضرورة. وفي النفراوي: وإنما تحسن المصافحة بين رجلين أو بين امرأتين لا بين رجل وامرأة وإن كانت متجالة، ولا بين مسلم وكافر أو مبتدع. والدليل على حسن المصافحة ما قدمناه من الأحاديث، وقوله صلى الله عليه وسلم لمن قال له: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال:((لا))، قال: أفيلزمه ويقبله؟ قال:((لا))، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال:((نعم)). وأفتى بعض العلماء بجواز الانحناء إذا لم يصل إلى حد الركوع الشرعي. اهـ. وفي شرح العزية للعلامة عبد الباقي الزرقاني: المصافحة حسنة أي مستحبة لرجل مع مثله أو لامرأة مع مثلها لا مع رجل ولو لمتجالة؛ لأنها من المباشرة إن لم يكن محرمها، ولا يصافح كافرًا ولا مبتدعًا، لخبر: من صافح مبتدعًا فقد خلع الإيمان عروة عروة، ولا يقبل يد صاحبه ولا يد نفسه. وقال الزرقاني: يقبل كل يد نفسه. ثم ذكر كيفية المصافحة كما تقدم بقوله: والمصافحة وضع الكف على كف أخرى عند التلاقي مع ملازمة لهما قدر ما يفرغ من السلام أو سؤال إن عرض لهما أو كلام، ولا يشد
أحدهما يده على يد صاحبه. وقال بعضهم: يشدها أي ندبًا لكونه يشعر بالمبالغة في المودة، ويكره اختطاف اليد إثر التلاقي. اهـ. انظر زروق على الرسالة.
ثم قال رحمه الله تعالى:(وتكره المعانقة وبوس اليد)، يعني أن المعانقة وبوس اليد كل واحد منهما مكروه. قال العلامة ابن جزي في القوانين: وتكره المعانقة بعد أن ذكر حكم