للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣] مسألة:

وقال في هذا الباب في قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) أي في مُلكه. وكان ذلك على عهد فلان أي في عهده".

(قال المفسر): (في) و (على) يتداخل معنياهما في بعض المواضع، فلذلك يقع بعضهما موقع بعض، لأن معنى على: الإشراف والارتفاع، ومعنى في: الوعاء والاشتمال وهي خاصة بالأمكنة، ومكان الشيء قد يكون عالياً مرتفعاً، وقد يكون متسفلاً منخفضاً. ويدل على ذلك استعمالهم فوق وتحت في الظروف، وأحدهما يدل على العلو، والآخر على السفل، ومما يبين ذلك قول عنترة:

(بطل كأن ثيابه في سرحة

وهو يريد: على سرحة، لأنها إذا كانت عليها، فقد صارت ظرفاً لها. وأما قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) فقد يجور أن يكون من هذا الباب، وقد يمكن أن تكون (على) إنما استعملت هاهنا، لأن معناه: أنهم تقولوا على ملك سليمان ما لم يكن فيه، كما يقال: تقولت عليه ما لم يقل.

* * *

ونحن نشرح أمر (على) هذه شرحا يدفع الإشكال عنها، ويُجعل مثالاً يقاس عليه ما ورد في الكلام منها، إن شاء الله:

(اعلم) أن أصل (على): العلو على الشيء وإتيانه من فوقه كقولك:

<<  <  ج: ص:  >  >>