أولاً: جاء في الحديث أن عاصم بن ثابت قد قتل عظيمًا من عظمائهم يوم بدر، قال ابن حجر: لعله عقبة بن أبي معيط، وفي رواية ابن إسحاق عن عاصم بن عمر عن قتادة قال:«كان عاصم بن ثابت أعطى الله عهدًا أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركًا أبدًا»، وفي رواية أنه قال:«إني أحمي لك اليوم دينك، فاحم لي لحمي»، فأرسل الله هذه الزنابير أو النحل فحمته من المشركين. قال عمر - رضي الله عنه - لما بلغه خبره:«يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما حفظه في حياته».
ثانيًا: أن للأسير أن يمتنع من قبول الأمان، ولا يمكن من نفسه ولو قتل، أنفة من أن يجري عليه حكم كافر، وهذا إذا أراد الأخذ بالعزيمة، فإن أراد الأخذ بالرخصة فله أن يستأمن.
ثالثًا: الوفاء للمشركين بالعهد، والتورع عن قتل أولادهم، والتلطف بمن أريد قتله.
رابعًا: الدعاء على المشركين بالعموم، والصلاة عند القتل، وفي الحديث أن خبيب بن عدي أَوَّلُ مَن سَنَّ صَلَاةَ الرَّكْعَتَيْنِ عِندَ القَتلِ.
خامسًا: فيه إنشاء الشعر وإنشاده عِندَ القَتلِ، ودلالة على قوة يقين خبيب وشدته في دينه.
سادسًا: أن الله تعالى يبتلي عبده المسلم بما شاء، كما سبق في علمه ليثيبه، ولو شاء ربك ما فعلوه، قال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ