للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإفهام بلا تشويش ولا غلظة، وهذا يُحتاج إليه في كل مقام، لكن هذا أهم المواضع؛ وذلك لأنه الذي يحصل به الغرض المقصود، وهو قوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:٤٤] (١).

ومنها: أن من كان في طاعة الله، مستعينًا بالله، واثقًا بوعد الله، راجيًا ثواب الله، فإن الله معه، ومن كان الله معه فلا خوف عليه، لقوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا} ثم علله بقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:٤٥]، وقال تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:٤٠].

ومنها: أن أسباب العذاب منحصرة في هذين الوصفين: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨)} [طه:٤٨]. أي: كذب خبر الله وخبر رسله، وتولى عن طاعة الله وطاعة رسله، ونظيرها قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦)} [الليل:١٥ - ١٦].

ومنها: أن قوله تعالى: {لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (٨٢)} [طه:٨٢]، استوعب الله بها الأسباب التي تدرك بها مغفرة الله.


(١) وهذا اللين إنما يكون في بداية الدعوة حتى يفهم المدعو ما يراد تبليغه إياه، فإذا ظهر منه العناد والاستكبار تعين الإغلاظ عليه بالحق، كما قال موسى لفرعون: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (١٠٢)} [الإسراء].

<<  <  ج: ص:  >  >>