للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فاطر: ١٥].

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ» (١).

وفي الحديث القدسي من حديث أبي ذر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ... يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي ... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ» (٢).

وقوله: «الرزاق صيغة مبالغة تدل على كثرة الرزق، وعلى كثرة المرزوق، فرزق الله كثير باعتبار المرزوقين، فكل دابة في الأرض على الله رزقها، من إنسان وحيوان، ومن طائر وزاحف، ومن صغير وكبير، قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: ٦].

وقوله: ذو القوة المتين أي صاحب القوة التي لا قوة


(١) (١٤/ ٣٢١) برقم ٨٦٩٦، وقال محققوه: إسناده محتمل للتحسين لأجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات، وأبو خالد هو الوالبي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، فهو صدوق حسن الحديث.
(٢) صحيح مسلم برقم ٢٥٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>