للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الدعاء يقال في جميع المساجد، ولم يثبت عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم عند رؤية الكعبة دعاء خاص، فيدعو بما تيسر وإن دعا بدعاء أمير المؤمنين عمر رضي اللهُ عنه: اللَّهُمَّ أَنتَ السَّلَامُ، وَمِنكَ السَّلَامُ، فَحيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ (١)، فحسن لثبوته عنه.

ثم يبادر إلى الحجر الأسود ويُقبله إن استطاع وإلا فيستلمه بيده أو عصا، وَيُقَبِّلُ ما استلمه منه، فإن شق ذلك فإنه يستقبل الحجر ويشير إليه بيده ويقول: «الله أكبر» وثبت عن ابن عمر موقوفاً عليه أنه كان يسمي ويكبر (٢)، ويجعل الكعبة عن يساره أثناء الطواف، فإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل، فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي اللهُ عنهما قال: «لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم يَسْتَلِمُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ» (٣)، فإن لم يتيسر فلا يزاحم عليه، ويسن له أن يستلمه بيمينه، فإن لم يستلمه فإنه يتركه ويمضي، ولا يشير إليه، ولا يكبر لعدم ورود ذلك عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم.

ولا تُقبَّل جدران الكعبة وبقية أركانها ولا تستلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي صلى اللهُ عليه وسلم أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين - الصحابة وأهل البيت وغيرهم - أنه لا يتمسح به ولا يقبله، بل ليس في الدنيا


(١) سنن البيهقي (٥/ ٧٢) وحسنه الألباني في مناسك الحج والعمرة ص: ٢٠.
(٢) سنن البيهقي (٥/ ٧٩) وقال ابن حجر في تلخيص الحبير (٢/ ٢٤٧) سنده صحيح.
(٣) صحيح البخاري ١٦٠٩ وصحيح مسلم برقم ١٢٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>