للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في عمل الآخرة.

«وَلَا مَبلَغَ عِلمِنَا»: أي لا تجعلنا حيث لا نعلم ولا نتفكر إلا في أمور الدنيا بل اجعلنا متفكرين في أحوال الآخرة، والمبلغ: أي الغاية التي يبلغها الماشي والمحاسب فيقف عنده.

روى الترمذي في سننه من حديث أنس رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَاتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ» (١).

قوله: «وَلَا تُسَلِّط عَلَينَا مَن لَا يَرحَمُنَا»: أي لا تجعلنا مغلوبين للكفار والظلمة أو لا تجعل الظالمين علينا حاكمين، فإن الظالم لا يرحم الرعية (٢) (٣).

والحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) ص: ٤٠٣ برقم ٢٤٦٥.
(٢) تحفة الأحوذي (٩/ ٤٤٢) برقم ٣٥٠٢.
(٣) انظر شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (٤/ ٣٦١ - ٣٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>