للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلام الباري والصوت هو صوت القارئ، وإن كان من المعتزلة من يجعل كلام الثاني حكاية لكلام الأول، وينازع المعتزلة في الحكاية هل هي المحكي كما يقول الجبائي؟ أو غيره كما يقول (١) ابنه (٢)؟ على قولين (٣).

والتحقيق أن الحاكي لكلام غيره ليس هو المبلغ له، فإن الحاكي له بمنزلة المتمثل به الذي يقول (٤) لنفسه موافقًا لقائله الأول، بخلاف المبلغ له الذي يقصد أن يبلغ كلام الغير، وللنية تأثير في مثل هذا، فإن من قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٥) القراءة [لم] (٦) يكن (٧) له ذلك مع الجنابة بخلاف من قالها بقصد (٨). . . . . . . . . . . . . . .


= قال الألباني: صحيح.
انظر: صحيح الجامع الصغير وزياداته (الفتح الكبير) ٣/ ١٩٤.
(١) في س، ط: يقوله.
(٢) هو: أبو هاشم عبد السلام بن أبي علي محمد الجبائي.
وتقدم التعريف به وبأبيه.
(٣) الأول: قول أبي الهذيل وأبي علي الجبائي: أن الحكاية عين المحكي لقولهما بأن الكلام باق، وأنه معنى غير الصوت.
الثاني: ما يقوله أبو هاشم وأصحابه، والجعفران -هما: جعفر بن حرب، وجعفر بن مبشر الثقفي- من قبل، ومذهب أبي القاسم والإخشيدية أن الحكاية غير المحكي، لما كان الكلام عندهم من قبيل الأصوات، وهي لا تبقى، فلم يكن بد من القول بذلك.
انظر: المحيط بالتكليف للقاضي عبد الجبار - جمع الحسن بن أحمد بن متوية - ص: ٣٢٧.
(٤) في ط: يقوله.
(٥) في س، ط: يقصد.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٧) في الأصل: لكن. وهو تصحيف. ولعل ما أثبته من: س، ط. هو الصواب.
(٨) في س، ط: بقصد.

<<  <  ج: ص:  >  >>