للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل روى في كتابه الكبير (١) الذي اختصر منه مسنده من الحديث ما هو من أبلغ أحاديث الصفات، ورواه بإسناد فيه ضعف (٢)، فقال:

[أخبرنا] (٣) إبراهيم بن محمد، قال: حدثني موسى بن عبيدة، حدثني (٤) أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن عبيد الله بن


= جعفر الطحاوي عن خاله إسماعيل بن يحيى المزني تلميذ الشافعي ص: ٤٠٥. والرسالة -للإمام الشافعي- ص: ٧٥.
(١) أي الشافعي -رحمه الله- في كتابه "الأم" ١/ ٢٠٨، ٢٠٩. وانظره في "مسند الشافعي" ١/ ١٢٦، ١٢٧. والمقابلة عليهما.
(٢) فيه إبراهيم بن محمد الأسلمي المدني، متكلم فيه.
نقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" ١/ ٥٧، ٥٨: أن مالكًا سئل عنه أكان ثقة في الحديث؟. فقال: لا، ولا في دينه.
وقال الإمام أحمد: تركوا حديثه، قدري معتزلي، يروي أحاديث ليس لها أصل. وقال البخاري: كان يرى القدر، وكان جهميًّا. وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك. وقال العجلي في "الثقات" ص: ٥٥، ٥٦: "إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي مدني رافضي جهمي لا يكتب حديثه روى عنه الشافعي".
أما كيف روى عنه الشافعي -رحمه الله- وهو بهذه الدرجة من الكذب؟. . فيقول ابن حبان في "المجروحين" ١/ ١٠٧: "وأما الشافعي فإنه كان يجالسه في حداثته، ويحفظ منه حفظ الصبي، والحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، فلما دخل مصر في آخر عمره فأخذ يصنف الكتب المبسوطة احتاج إلى الأخبار، ولم تكن معه كتبه، فأكثر ما أودع الكتب من حفظه، فمن أجله ما روى عنه، وربما كنى عنه ولا يسميه في كتبه".
ونقل الذهبي في "الميزان" ١/ ٥٨: أن الربيع قال: "سمعت الشافعي يقول: كان قدريًّا، قال يحى بن زكريا بن حيوية، فقلت للربيع: فما حمل الشافعي على الرواية عنه؟ قال: كان يقول: لأن يخر من السماء -أو قال من بعد- أحب إليه من أن يكذب، وكان ثقة في الحديث".
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والأم، والمسند.
(٤) في الأم: قال: حدثني.

<<  <  ج: ص:  >  >>