للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بأس به هو معنى قول المصنف: حسن، لأن لا بأس به ليست من عبارة التصحيح، وما عدل المنذرى عن قوله حسن إليها إلا لاحتياطه واحترازه خوفا ألا يكون الحديث حسنًا فضلا عن أن يكون صحيحًا، وكذلك قول النور الهيثمى: رجاله موثقون يفيد أنه حسن، وربما يكون عند التحقيق ضعيفًا، لأنه لم يقل: رجاله ثقات بل قال: موثقون وهو يستعمل هذه العبارة في الرواة المختلف فيهم، أما من لم يختلف فيه منهم فإنه يقول: رجاله ثقات، وإذا كان الراوى مختلفًا فيه فحديثه حسن إذا وجد ما يشهد له كحديث الباب، فسقط كلام الشارح وبان فضل المصنف.

وأما انتقاده الثانى بأنه في سنن الترمذى باللفظ المزبور ففضيحة له رحمه اللَّه، فالحديث في سنن الترمذى بلفظ: "من يرد اللَّه به خيرا يفققّه في الدين"، فهو مخالف للفظ المذكور هنا في موضعين في كونه مصدّر بـ "من"، وكونه لم تذكر فيه زيادة "وألهمه رشده"، وقد ذكره المصنّف في حرف "من" كما سيأتى وعزاه لأحمد والشيخين عن معاوية، وأحمد والترمذى عن ابن عباس، وابن ماجه عن أبي هريرة، كما أنه أعاد حديث ابن مسعود هناك، وعزاه لأبي نعيم في الحلية، لأنه وقع في روايته مصدّر بحرف "من" فاعجب لقول الشارح: إن الترمذى رواه باللفظ المزبور.

ثم إنه كان من حقّه أن يعترض عليه أيضا بحديث معاوية المتّفق عليه، فإنه مثل حديث ابن عباس حرفًا حرفًا وسنورد طرق الحديث إن شاء اللَّه في حرف "من".

٢٠٩/ ٣٨٧ - "إذا أرادَ اللَّهُ بعبد خيرًا فتحَ له قُفْلَ قَلْبه، وَجَعَل فيه اليقينَ والصدِّقَ، وجعل قلَبه واعيًا لما سَلَكَ فيه وجعل قلبَه سليمًا، ولسانَه صَادِقًا، وخليقتَه مُسْتقِيمةً، وجَعَلَ أذَنه سَمِيعةً، وعينه بَصيرةً".

أبو الشيخ عن أبي ذر

<<  <  ج: ص:  >  >>