ثم قال: كذا رواه الأعمش عن أبي البخترى، وأرسله أبو البخترى عن سلمان اهـ.
فهذا سند الحديث ليس فيه دحيم، ثم إن أبا البخترى الذي كذبه دحيم ليس هو المذكور في سند هذا الحديث، بل ذاك رجل مجهول لا يعرف، وهذا هو وهب بن وهب القاضى مشهور جدا ومعروف بالكذب ووضع الحديث، لم يتكلم فيه دحيم، بل تكلم فيه أحمد والبخارى وأكثر أئمة الجرح.
قال في الكبير: فيه شيئان، الأول: أن كلام المصنف يوهم أن مخرجه البيهقى خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل قال: هذا إسناد ضعيف، وذلك لأن فيه أبا عبد الرحمن السلمى، وقد سبق قول جمع: إنه وضاع، ومن ثم حكم ابن الجوزى بوضعه، الثانى: أنه ورد من عدة طرق. . . إلخ.
قلت: فيه أمور، الأول: الكذب على المصنف، فإنه رمز له بعلامة الضعيف، كما رمز لمخرجه بقوله:(هب) بدلا عن قوله رواه البيهقى في شعب الإيمان [٥/ ٣٤٣، رقم ٦٨٦٠]، كذلك رمز بحرف "الضاد" بدلا من قوله: هذا إسناد ضعيف.
الثانى: قد عرف الشارح أن من شرط المصنف في كتابه أنه لا ينقل كلام المخرجين، ومع ذلك أسخف بهذا الكلام السخيف أكثر من ألفى مرة.
الثالث: وهب أنه لم يكن ذلك من شرطه، فلم يقل مخلوق في الدنيا أن ذلك لازم حتى يلتزمه المصنف ويعاب بتركه، مع أن الحفاظ كلهم يفعلون