قال البيهقى: ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن ابن أبي لبيبة عن جده عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وأما قوله: أبو لبيبة تصغير لبة، فمن أوهامه المضحكة التي يرتكز فيها على فهمة ووهمه دون نقل ولا مراجعة أصول، وفي التقريب للحافظ ضبطه بالتكبير، وهو المتبادر إلى الأذهان السليمة في هذا الاسم، ثم بمراجعة أبي لبيبة الأشهلى من الإصابة يعلم ما في اسم هذا الصحابى من الاختلاف.
قال في الكبير: قال الترمذى: حسن صحيح غريب، وقال الهيثمى: ورجال أحمد رجال الصحيح خلا عبد اللَّه بن عكرمة، ولم يتكلم فيه بسوء.
قلت: هذا أقصى ما يمكن أن يصل إليه المرء من الغفلة والوهم والتهور وعدم التحقيق والتثبت والبعد عن العلم والمعرفة، فكتاب الهيثمى خاص بالأحاديث الزائدة على الكتب الستة مما خرجه أحمد والبزار وأبو يعلى والطبرانى في معاجمه الثلاثة، وهذا قد خرجه الترمذى [٥/ ٩١٧، رقم ٣٩١٧] وابن ماجه [٢/ ١٠٣٩، رقم ٣١١٢]، فكيف يذكره في كتابه الذي أفرده للزوائد وسماه مجمع الزوائد، فهو لم يذكر حديث ابن عمر، وإنما ذكر حديث سبيعة الأسلمية بلفظه، وهذا يعتبر عند أهل الحديث حديثًا آخر غير حديث ابن عمر وإن كان لفظهما واحدا, ولذلك ذكره في الزوائد على الكتب الستة؛ لأنه لم يخرجه أحد منهم، وإنما خرج الترمذى حديث ابن عمر، وليت الشارح اقتصر في الوهم على هذا، بل زاد وهما آخر أفحش منه، وذلك أنه نسب إليه أنه قال: ورجال أحمد رجال الصحيح، مع أنه