قال في الكبير: الظاهر أنه ابن العباس، قال الكمال بن أبي شريف في "تخريج الكشاف": الحديث موقوف، وقد عزاه الطبرانى لأبي داود وحده مرفوعًا، وقال: إنه ليس فيه قوله: فإنه قد يمرض المريض. . . إلخ، قال: والحديث بتمامه عند أحمد وإسحاق وابن ماجه، وفيه أبو إسرائيل الملائى، وهو ضعيف، سيئ الحفظ إلى هنا كلامه، وبه يعرف ما في رمز المؤلف لحسنه.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: والظاهر أنه ابن عباس، غريب, فإنه مصرح به في الأصول المخرج فيها كلها، بل فيها عن ابن عباس أو الفضل بن عباس أو أحدهما عن الآخر، ولذلك كان اقتصار المصنف على الفضل وحده فيه ما فيه.
الثانى: ما نقله عن الكمال بن أبي شريف، الظاهر أنه قلبه وحرفه وغير معناه، فإنه كلام فاسد، ما أرى الكمال يأتى بمثله، وإنما يأتى بمثله هذا الرجل المنكوب.
فالحديث ليس بموقوف، ولا ذلك موجود في طرقه عند مخرجيه، قال أحمد [١/ ٢١٤، ٣٢٣]:
حدثنا أبو أحمد الزبيرى محمد بن عبد اللَّه ثنا أبو إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أو عن الفضل بن عباس، أو أحدهما عن صاحبه، قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أراد أن يحج فليتعجل، فإنه قد تضل الضالة ويمرض المريض وتكون الحاجة".
وقال ابن ماجه [٢/ ٩٦٢، رقم ٢٨٨٣]: حدثنا على بن محمد وعمرو بن