عن أبي الدرداء مرفوعًا (١)، فوجب أن تكون روايته ضعيفة منكرة لهذه المخالفة، إلا أن إثبات الأجر أو الخير للعالم والمتعلم ونفيه عن سائر الناس حكم شرعى لا يعرف من غير توقيف، فأبو الدرداء إذا حدث بهذا مرارا من قوله لا يدل على أنه ليس هو عنده مرفوعًا، ولا على أنه لم يحدث به كذلك، بل قد عرف من عادتهم أنهم يحدثون أحيانا بالحديث المرفوع ولا يرفعونه وربما تكرر ذلك منهم ولا يبينون رفعه إلا عند السؤال، ويؤيد كونه مرفوعًا وروده كذلك من طرق أخرى فقد أخرجه ابن ماجه [رقم ٢٢٨]، والآجرى، والبزار، والخطيب [٢/ ٢١٢]، وابن عبد البر [رقم ١٣٦، ١٣٧] كلهم من رواية على بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مثله.
وأخرجه الطبرانى في الكبير [١٠/ ١٠٤٦١]، وأبو نعيم في الحلية [١/ ٣٧٦] من طريق الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نحوه.
وأخرجه أبو بكر بن خير الإشبيلى في فهرسته [ص ٦] من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو من رواية زيد بن عبد اللَّه بن مسعود الهاشمى عن الحسن بن محمد المعروف بأبى المعمر عن الحسن بن الصباح عن عثمان بن عمر عن يونس عن الزهرى عن قبيصة عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن عبد البر في العلم [رقم ١٣٣] من حديث أبي سعيد الخدرى، لكنه وهم من بعض رواته لأنه بسند حديث أبي الدرداء، ويشهد له مع هذا حديث:"الدنيا ملعونة"، وهو حديث حسن أو صحيح كما سبق.